نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 194
فَقَعُوا لَهُ
سَاجِدِينَ } [ص: 71، 72]، وهي كلها مرتبطة ببعضها بفاء الترتيب والتعقيب.
ولو كان الأمر
كما ذكروا لما قال الله تعالى: { لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ
تَقْوِيمٍ} [التين: 4]، وهو يشير إلى أن كل إنسان في أحسن تقويم، وأن البشر لم
يمروا بأي مراحل تطورية.
بالإضافة إلى
ذلك، فإن القرآن الكريم ذكر لنا مثالا مقربا لذلك، والقرآن يفهم بعضه من بعض، فقد
قال تعالى عن المسيح عليه السلام: {وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ
الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي } [المائدة:
110]، فهل كان المسيح عليه السلام أكثر قدرة من الله تعالى بحيث خلق الطير في
لحظة واحدة، بينما على مذهب الداروينيين احتاج الله تعالى إلى مئات الملايين من
السنين لتتشكل الطيور؟
أما معنى
السلالة التي توهموا أن المراد منها هو سلالة الحيوانات السابقة لآدم عليه السلام،
فذلك غير صحيح، وبحسب اللغة القرآنية نفسها، ذلك أن السلالة في اللغة مشتقة من قولهم:
[سلَّ الشيء] إذا انتزعه واستخرجه من غيره، والشيء المسلول هو المنتزع من شيء آخر،
والآية الكريمة نصت على أن الإنسان مستل ومستخرج من الطين.
وقد قال الزمخشري
ـ اللغوي الكبير ـ معبرا عن ذلك: (السلالة: الخلاصة، لأنها تسلّ من بين الكدر، و
«فعالة» بناء للقلة كالقلامة والقمامة. وعن الحسن: ماء بين ظهراني الطين. فإن قلت:
ما الفرق بين من ومن؟ قلت: الأوّل للابتداء، والثاني للبيان، كقوله مِنَ
الْأَوْثانِ. فإن قلت: ما معنى: جَعَلْناهُ الإنسان نطفة؟ قلت: معناه أنه
نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 194