نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 213
فهو لم يتكلف،
ولم يخرج عن المألوف، ولم يبحث له عن رأي نشاز يتميز به بين الناس، وذلك كله مع
علمه الكبير بالقرآن الكريم، وباللغة العربية، وبمقاصد الشريعة، والذي لا يستطيع
أحد من التنويريين وخاصة من أولئك الذين يسمون أنفسهم قرآنيين، أن يضاهوه فيه.
لكن إذا تركناه،
وذهبنا إلى هؤلاء التنويريين الجدد الذين رزقوا جرأة على اقتحام كل شيء، والبحث عن
أي جديد، والخروج عن كل معروف ومألوف ومجمع عليه، وجدنا العجب العجاب.
وأول ذلك العجب
هو اتفاق أكثر التنويريين على ما يهدم الصيام من أساسه، بحيث يجعل منه شعيرة
اختيارية الأولى تركها، واستبدالها بإطعام المساكين.. لأن في إطعام المساكين ـ
بحسب تصوراتهم ـ خدمة اجتماعية حضارية، بخلاف الصيام الذي يؤثر على الإنتاج
والتطور والرقي.
وممن أدلى بدلوه
في هذا، وكان للإعلام دور كبير في الإشهار لطروحاته [المهندس محمد شحرور] الذي نشر
المقالات والفيديوهات الكثيرة التي يجيز فيها الإفطار في رمضان لمن شاء، مع إطعام
المساكين بدل ذلك.
والمشكلة الكبرى
هي أنه استعمل القرآن الكريم لذلك مستخدما قواميسه المعروفة، والتي تجعله يجادل في
القرآن الكريم كما يشاء، وكيف لا يفعل ذلك، وقد عزل رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) الذي كلفه الله ببيان القرآن.. وعزل الفقهاء
والمفسرين عزلا تاما.. ليعتبر نفسه صاحب الفهم الصحيح الوحيد للقرآن الكريم.
والآية التي
اعتمد عليها هي قوله تعالى: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ
مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ
لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة:
نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 213