responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 214

184]

وقد قال الراغب الأصفهاني ـ وهو العالم اللغوي صاحب السبق في البحث في مفردات القرآن الكريم ـ في تفسيرها: (وروي عن ابن عباس في أصح الروايتين أن ذلك في الشيخ والشيخة الهرمين والحامل والمرضع إذا خافتا على ولديهما، فلفظ (الطاقة) ههنا ينبيء عن ذلك، فإن الطاقة هي التي تبلغ غاية المشقة، ولا يخرج عن القدرة والعجز، فذكر أن هؤلاء الذين يبلغ بهم الصوم غاية المشقة يجوز لهم الإفطار والفدية وقرئ (يُطَوقونه) أي يتكلفونه بجهد، وقرئ (يطوقونه) أي يحملون على أن يتطوقوا)[1]

ومثله قال الزمخشري، وهو الذي لا يجادل أحد في معرفته باللغة العربية، وتذوقه لبلاغتها، فقد قال في تفسيره للآية الكريمة: (ويطيقونه ويطيقونه بمعنى يتطوقونه، وأصلهما يطيوقونه ويتطيوقونه، على أنهما من فيعل وتفعيل من الطوق، فأدغمت الياء في الواو بعد قلبها ياء كقولهم: تدير المكان وما بها ديار. وفيه وجهان: أحدهما نحو معنى يطيقونه. والثاني يكلفونه أو يتكلفونه على جهد منهم وعسر وهم الشيوخ والعجائز، وحكم هؤلاء الإفطار والفدية)[2]

لكن شحرورا وأصحابه ـ والذي توهم نفسه قد أحاط بالعربية وبالقرآن الكريم ـ راح يستعمل تلك الكلمة القرآنية للإجهاز على هذه الشعيرة من شعائر الله، بحيث يفرغها من محتواها تفريغا تاما.


[1] تفسير الراغب الأصفهاني (1/ 389)

[2] الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل (1/ 226)

نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 214
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست