نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 223
عنها جلباب
التخلف إلا إذا رفعت عن المرأة الجلباب الذي أمرها الله بلباسه، وقد قال معبرا عن
ذلك: (ليس من الممكن أن تصل المرأة إلى هذه المنـزلة الأدبية ما دامت في الحجاب،
ولكن من السهل جداً أن تصل إليها بالحرية، تصل إليها كما وصلت إليها غيرها من
النساء الغربيات.. فإنا نرى أنه كلما زيد في حرية المرأة الغربية زاد عندها الشعور
بالاحترام لنفسها ولزوجها ولعائلتها) [1]
وهو لا يستدل
لهذا بما نراه في واقع المرأة الغربية من تحولها إلى مجرد سلعة للإعلانات التي
توضع فيها بجانب الحلويات والمأكولات والملبوسات، وكأنها مجرد متعة من تلك المتع،
وإنما يستدل لها بما تعود السلفيون أن يستدلوا به، وهو الرجال، فهو يرى أن العقل
الأوروبي الذي استطاع أن يتقدم في الكثير من المجالات لا يمكن اتهامه في هذا
المجال.
وقد عبر عن ذلك
بقوله: (هل يظن المصريون أن رجال أوروبا، مع أنهم بلغو من كمال العقل والشعور
مبلغاً مكنهم من اكتشاف قوة البخار والكهرباء واستخدامها على ما نشاهده بأعيننا،
وأن تلك النفوس التي تخاطر في كل يوم بحياتها في طلب العلم والمعالي وتفضل الشرف
على لذة الحياة، هل يظنون أن تلك العقول وتلك النفوس التي نعجب بآثارها يمكن أن
يغيب عنها معرفة الوسائل لصيانة المرأة وحفظ عفتها؟! هل يظنون أن أولئك القوم
يتركون الحجاب بعد تمكنه عندهم لو رأوا خيراً فيه؟ كلا!. وإنما الإفراط في الحجاب
من الوسائل التي تبادر عقول السذج وتركن