نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 226
فيحمل إعلامها
حملته الشديدة على إيران، وفرضها للحجاب، ويعتبره امتهانا لكرامة المرأة، وتدخلا
في شؤونها الخاصة.
مع أنه في أصله
ليس سوى مراعاة لحقوق الإنسان؛ فالمرأة التي لا تلتزم بلباس العفة، لا تختلف عن
المخدرات والمسكرات التي اتفق البشر جميعا على أنه لا علاقة لها بالحرية الشخصية،
وكذلك المرأة التي تخلع حجابها، أو لا تلتزم بالحد الأدنى من اللباس المراعي
للأخلاق، إنما هي سم يسري في المجتمع ليقتله، ويقتل جميع القيم النبيلة فيه.
ولا ينبغي أن
نكذب على أنفسنا، فذلك واقع البشر، وهو فطرة مجبولون عليها، ويمكن للمجتمعات التي
لا ترى ضررا في الفواحش أن تعتبر ذلك شيئا عاديا، لكن المجتمع المزين بزينة العفة،
يتضرر بذلك ضررا شديدا، كما قال بعضهم معبرا عن ذلك:
كل الحوادث
مبداها من النظر... ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فتكت في
قلب صاحبها... فتك السهام بلا قوس ولا وتر
وهنا قد يقول
بعض المتحذلقين: فلم لا يغض الرجل طرفه، حتى يحمي نفسه.. وهنا نقول له: ولم لا نضع
المخدرات والمسكرات في الشوارع والطرق، ثم نترك للورع الموجود في النفوس أن
يتجنبها..
كلا الأمرين
واحد.. فالله تعالى كما يحاسب ذلك الذي أطلق بصره للمرأة حتى ترديه قتيلا مفتونا،
يحاسب المرأة كذلك، لأنها جعلت نفسها سلعة للشيطان يستعملها ليغوي الإنسان.
وللأسف، فقد غاب
عن التنويريين هذا المعنى أيضا، حين توهموا أن اللباس
نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 226