نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 228
الحجاب والعفة
والقيم النبيلة المرتبطة بها، فيقول: (إن المرأة التي تحافظ على شرفها وعفتها
وتصون نفسها عما يوجب العار وهي مطلقة غير محجوبة لها من الفضل والأجر أضعاف ما
يكون للمرأة المحجوبة؛ فإن عفة هذه قهرية أما عفة الأخرى فهي اختيارية، والفرق
كبير بينهما)[1]
ويقول: (إن
المرأة التي تخالط الرجال تكون أبعد عن الأفكار السيئة من المرأة المحجوبة)[2]
ويقول: (إن
القول بأن الحجاب موجب العفة، وعدمه مجلبة الفساد قول لا يمكن الاستدلال عليه؛
لأنه لم يقم أحد إلى الآن بإحصاء عام يمكن أن يعرف به عدد وقائع الفحش بالضبط
والدقة في البلاد التي تعيش فيها النساء تحت الحجاب وفي البلاد الأخرى التي تتمتع
فيها بحريتهن، ولو فرض وقوع مثل هذا الإحصاء لما قام دليلاً على الإثبات أو النفي
في المسألة؛ لأن ازدياد الفساد في البلاد ونقصه مما يرتبط بأمور كثيرة ليس الحجاب
أهمها) [3]
وسبب ذلك كله هو
تصور أن الحجاب مسألة شخصية، وليس مسألة اجتماعية؛ فالحجاب لا يحمي المرأة فقط،
ولا يمثل عفتها فقط، وإنما يحمي المجتمع، ويحمي قيم العفاف فيه.. ولذلك حتى لو
كانت المرأة ليست عفيفة في نفسها، فإن المجتمع يطالبها بأن تظهر بمظهر العفة فيه
حتى تحمي أبناءه من الانهيار.
ولهذا فرق
الرسول a بين المجاهرة بالإثم والإسرار
به؛ فقال: كل أمتي