وقلت فيه: (لهذا
فإني ـ مع ردي بعض الأحاديث الواردة في المصادر الحديثية المختلفة ـ لا أرد
الأحاديث مع اعتقادي أن رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
قالها أو فعلها.. فذلك عين الضلال، بل عين الكفر، فمن يتجرأ على تكذيب رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) لا يبقى له من الإسلام شيء.. ومثل ذلك فإني لا
أتهم الصحابي الذي روى الحديث، لأن الحديث لم نسمعه من الصحابة مباشرة، وإنما ورد
إلينا عن طريق طويل قد يختلط فيه الحابل بالنابل، والمحق من المبطل.. ومثل ذلك لا
أتهم صاحب الكتاب الذي ورد فيه الحديث، لأن أكثر المحدثين كانوا يجمعون الأحاديث،
ويتركون المواقف منها ومن فهمها للفقهاء والمفسرين وغيرهم، كما قال (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): ( نضر الله امرأ سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه،
فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه ليس بفقيه)[2].. ومثل ذلك لا أتهم أي راو من الرواة بأنه هو من وضع
الحديث لأن ذلك غيب.. والله أعلم به.. كل الذي أفعله هو أني أقارن الحديث بالصورة
التي وردت في القرآن الكريم حول رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)،
وورد مثلها في الأحاديث الكثيرة، وفوق ذلك تؤيدها الفطرة الصافية والعقل السليم.
فإن وجدت الحديث موافقا لها، قلت به، وصدقته حتى لو كان راويه متهما بالضعف.. وكل
حديث مخالف لذلك أنكرته ونقدته حتى لو كان الراوي قد وثق من الجميع)[3]
واستدللت لذلك
بما فعله العلماء الكبار من ردهم لبعض الأحاديث بسبب