نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 30
ولسنا ندري
لم نرمي كل تلك الثروة الأخلاقية، بسبب بعض الأحاديث التي خالفت القرآن الكريم،
والتي كان يمكننا رفضها لوحدها، أو محاولة فهمها على ضوء القرآن الكريم، أما أن
نرمي السنة جميعا بسببها، فهذا بهتان عظيم، فالتعميم دائما يحمل الأخطاء.
ولهذا، قلنا
في كتاب [أبو هريرة وأحاديثه في الميزان]، والذي اتهمنا فيه البعض بإنكار السنة: (ولذلك لا نريد من خلال هذا
البحث رمي أحاديث أبي هريرة، ولا طرحها، ولا تكذيبها جميعا، وإنما ندعو إلى
تمحيصها حتى نميز السم عن العسل، والصدق عن الكذب، والإلهي عن البشري، والمقدس عن
المدنس، ذلك أن الكثير من الروايات التي رواها أبو هريرة نجدها مروية من طرق غيره
من الصحابة، بل نجدها عند الشيعة أو غيرهم من فرق المسلمين بأسانيدهم الخاصة بهم،
لكن غيرها، وخاصة مما اختص به، نحتاج فيه إلى تحقيق كبير، ذلك أن أبا هريرة لم يكن
من الصحابة السابقين، ولا من الذين اكتفوا بالتلمذة على رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم).. بل كان تلميذا نجيبا لغيره، وخاصة لكعب الأحبار،
ولذلك اختلطت ـ باتفاق العلماء والمحدثين ـ أحاديثه التي رواها عن كعب بأحاديثه
التي رواها عن رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، وكان له فوق ذلك
اجتهاداته في بعض روايات الحديث، حيث كان يروي الحديث، ثم يضيف له بعض الإضافات
التي يسميها العلماء إدراجا، ويعبر عنها هو بأنها من كيسه)
وبناء على ذلك
قمنا بدراسة رواياته، وخاصة تلك التي انفرد بها، وعرضها على القرآن الكريم، بل
عرضها على كلام أهل العلم أنفسهم، وقد وجدنا أنهم يفندونها ويردونها حتى أن
نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 30