نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 31
ومن الأمثلة على
ذلك الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة قال: (أخذ رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) بيدي
فقال: (خلق الله عز وجل التربة يوم السبت، وخلق فيها الجبال يوم الأحد، وخلق الشجر
يوم الاثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبث فيها
الدواب يوم الخميس، وخلق آدم عليه السلام بعد العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق في
آخر ساعة من ساعات الجمعة فيما بين العصر إلى الليل) [1]
وهذا الحديث الذي
يصرح فيه أبو هريرة بالسماع، بل يصرح بأن رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
خصه به، بل أخذ بيده حين قاله، اتفق العلماء على عدم صحة نسبته إلى الرسول (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، وأن أبا هريرة أخطأ فيها، فبدل أن يقول: أخذ كعب
الأحبار بيدي، قال: أخذ رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
بيدي.
يقول ابن كثير
في تفسيره تعليقا عليه: (فقد رواه مسلم بن الحجاج في صحيحه، والنسائي من غير وجه
عن حجاج وهو ابن محمد الأعور عن ابن جريج به وفيه استيعاب الأيام السبعة، والله
تعالى قد قال في ستة أيام، ولهذا تكلم البخاري وغير واحد من الحفاظ في هذا الحديث،
وجعلوه من رواية أبي هريرة عن كعب الأحبار ليس مرفوعا) [2]
بل إن ابن تيمية
نفسه رد الحديث، فقال في (مجموع الفتاوى): (.. خلق الدواب يوم الخميس وخلق آدم يوم
الجمعة فإن هذا طعن فيه من هو أعلم من مسلم مثل يحيى بن معين ومثل البخارى وغيرهما
وذكر البخارى أن هذا من كلام كعب