نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 49
المجرد على
التقويم الذي كان معتمدا في عهد نوح عليه السلام خلص إلى أن الألف سنة التي تحدث
عنها القرآن الكريم قد لا تساوي 40 عاما.
وبقوله هذا يصبح
ما ذكره القرآن الكريم من مدة مكث نوح عليه السلام مع قومه لا معنى له، ذلك أن
الله تعالى لم يذكر مدة مكث نوح عليه السلام في أداء دوره الدعوي إلا بسبب تلك
الخاصية التي تميز بها، وهي الطول الشديد الذي يستدعي الصبر الجميل مع الحلم
والأناة.
وبذلك، فإن
شحرورا بسلوكه هذا ـ والذي تصور أنه يصحح فيه معلومة أخطأ جميع المفسرين في فهمها
ـ قضى على حقيقة قرآنية، وقيمة من القيم الجميلة التي جاءت تلك الآية الكريمة
لبيانها.
ومثل ذلك حديثه
عن سفينة نوح عليها السلام، ومن ركبها، والتي كان يمكن أن يسلم بما ورد في القرآن
الكريم عنها من كونها سفينة عجيبة حمل فيها نوح عليه السلام المؤمنين به، وزوجين
من الحيوانات كما ذكر القرآن الكريم من غير أن يتكلف في البحث عن طول السفينة، ولا
عرضها، ولا فيمن ركبها من الإنس والحيوانات، لأن هدف القرآن الكريم من ذكرها هو
بيان نصر الله للمؤمنين، وعقابه للجاحدين، وليس تفاصيل السفينة، ولا من ركبها.
لكن شحرورا لم
يفعل ذلك، وإنما راح يقزمها ويحتقرها، ولم يكتف بذلك، بل راح يجادل فيمن ركب فيها
من البشر ويشكل عليه، مع كون القرآن الكريم أخبر أنه لم يركب فيها إلا المؤمنون.
وقد قال معبرا
عن ذلك: (تحدث المفسرون بالتفصيل الممل عن أن ركاب السفينة ثلاثة أنواع: الأول
يشمل الحيوانات والنباتات ويحكمه مبدأ من كل زوجين
نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 49