وهكذا راح يتكلف
في استنباط شكل السفينة وقدراتها، ويتصور أن الإجابة على ذلك تشكل مسألة مهمة، مع
كونها ليست كذلك، وحتى لو كانت كذلك، فإنه ليس لدينا من الأدلة ما يمكننا أن نستند
إليه.
وقد قال معبرا
عن ذلك: (هنا سيظهر سؤال في غاية الأهمية وهو: ما هو المستوى الإنتاجي في الأدوات
المستخدمة لصنع الفلك؟ ومن ركب في الفلك؟ لقد أجاب القرآن على هذه الأسئلة كالتالي..
لم يكن في زمن نوح حبال ولا مسامير لربط الخشب بعضه إلى بعض، وإنما تم ربط الخشب على مبدأ الدسر وهي الألياف الطبيعية.. أما الفلك نفسه فقد جاء من فعل [فلك] وهو الاستدارة، وهو بمثابة
المعدية المائية، وقد أكد القرآن أنه لم يكن في ذلك الوقت مجاذيف للتجذيف ولا دفة
للتوجيه ولا أشرعة.. أي أن الفلك مجرد جسم خشبي له استدارة يعوم على الماء فقط.. فإذا
سأل سائل: كيف تم التوجيه والجر في فلك نوح؟ أقول: لقد تم الجر بواسطة التيار
المائي حسب اتجاهه الطبيعي.. أما الآن فإن توجيه السفن يجري بواسطة الرادار
والبوصلة، والشد يجري بواسطة المحرك والأشرعة)
وهكذا راح يتكلف
في كيفية حصول الطوفان، وكان في إمكانه ألا يبحث في ذلك كله، ويركز على المعاني
والعبر المرتبطة بذلك، خاصة مع عدم ورود أي دليل.
وقد قال ذلك
بصيغة التقرير والجزم، بل والإيجاب: (يجب أن نفهم أن طوفان نوح كان محليا أي عبارة
عن عاصفة مطرية كبيرة جدا جرت بشكل محلي، حيث كان