responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 52

قوم نوح يسكنون في مناطق منخفضة قريبة من الأنهار تحيطها الجبال.. ونحن نعلم الآن أنه خلال ساعات من العاصفة المطرية الشديدة يمكن إغراق مدينة بأكملها، وبنفس الوقت نعلم إذا كانت هناك عاصفة مطرية تبعها طوفان في منطقة ما في أستراليا فهذا لا يعني أن الطوفان قد وصل إلى مصر أو الهند، وأن من يفسر بأن الطوفان عم كل الأرض فهذا غير صحيح ولكنه عم لك الأرض التي سكنها قوم نوح وبنفس الوقت لم يغط الجبال.. وبما أن المنطقة التي سكن فيها قوم نوح عبارة عن منطقة محاطة بالجبال، فقد حصل تيار مائي قوي وكان الموج كسلاسل الجبال من حيث الشكل لا من حيث البعد كما نراه الآن في طوفان الأنهار الجبلية ذات الميول الكبيرة)

وهكذا راح يتكلف في تفاصيل كثيرة، بل راح يصور أن قوم نوح عليه السلام لم يهلكوا بسبب كفرهم، وإنما بسبب عدم معرفتهم بالسباحة، فقد قال: (وبما أن كل الذين لم يركبوا في الفلك هلكوا فمن الجائز أن الإنسان في زمن نوح كان لم يتعلم السباحة بعد)

وراح يفسر قوله تعالى: {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا } [نوح: 25]، والذي يستدل به العلماء عادة على وقوع العذاب في البرزخ، لكن شحرورا فسرها بغير ذلك؛ فقال ـ ليفر من عذاب البرزخ ـ (لقد جرف السيل جثث قوم نوح ورماها في فوهة البركان حيث يتبين من الآية أن فوهة البركان كانت منخفضة وعلاها الماء، ودخلت الجثث في البركان، وقد بين هذا في قوله: {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا } [نوح: 25]، هنا استعمل فاء السببية والتعقيب بين الغرق وإدخال النار واستعمل النار نكرة

نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 52
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست