نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 58
وهاتان الآيتان
الكريمتان لا تصدقان على أحد في هذا العصر كما تصدق على أولئك التنويريين الجدد
الذين جعل كل واحد منهم لنفسه مشروعا كاملا على أساسه يحلل ويحرم، بل يضع العقائد
والقوانين التي تحكم الكون.. بل يتألى على الله فوق ذلك؛ فيفرض عليه أن يدخل من
يهواه الجنة، ومن يبغضه النار.
وهم يستعملون
نفس ما استعمله أهل الكتاب من قبلنا من تبديل الكلم عن مواضعه؛ فيحولون الكلمات عن
معانيها الواضحة البسيطة اليسيرة إلى معان أخرى لا علاقة لها بها، وعندما يخرب
بنيان الكلمات يخرب معها بنيان المعاني.
والأمثلة على
ذلك أكثر من أن نحصيها، ولكنا نذكر اختصارا بأن أكثر المناهج التي استفادها
التنويريون من الغرب، واستعملوها مع القرآن الكريم، باعتباره عندهم مجرد منتوج
ثقافي بشري يسري عليه ما يسري على جميع النصوص البشرية، تحريف للكلم عن مواضعه..
ذلك أن النتيجة التي يخلصون إليها هي تفريغه من محتواه، وتحويله إلى مجرد كلمات
يتعبد بها من غير أن يكون لها أي حقيقة خارجية واقعية.
وقد ذكرنا في
مقالات كثيرة في هذا الكتاب وغيره أمثلة كثيرة عن ذلك التحريف الواضح للألفاظ
القرآنية، وإخراجها عن مقاصدها الواضحة، وسنذكر هنا أمثلة أخرى، باختصار، لنتبين
كيفية التحريف وآثاره ودوافعه.
فمن ذلك ما نرى
التنويريين يكادون يتفقون عليه من تحريف لكلمة [الحور العين]، والتي ذكرها القرآن
الكريم كنموذج من نماذج النعيم المقيم الذي وفره الله لعباده في الجنة، ليكون
دافعا لهم للعفة والعمل الصالح في الدنيا..
وكان في إمكان
التنويريين أن يسلموا لله فيما ذكر، فهو أدرى بعباده،
نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 58