نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 59
وبرغباتهم،
ولذلك خاطبهم بما يتناسب معهم.. لكنهم لقسوة قلوبهم، ولتمردهم على الله، وتقديمهم
لأهوائهم عليه لم يفعلوا.. بل راحوا يصورون ذلك باعتباره هوسا جنسيا، والعياذ
بالله، مع أن القرآن الكريم لم يذكر أي شيء يرتبط بذلك، بل اكتفى باعتباره من نعيم
الجنة مثله مثل الولدان المخلدون والقصور التي تجري تحتها الأنهار.
وكان في إمكانهم
أن يتركوا كيفية التعامل مع ذلك النعيم لله تعالى، لأن الحقائق القرآنية لم تذكر
التفاصيل المرتبطة بذلك، وإنما اكتفت بالنماذج التي تملأ النفس بالرغبة، كما اكتفت
من ذكر بعض مشاهد النار التي تملأ النفس بالرهبة، ومن خلال هذين الجناحين يهذب
المؤمن نفسه، ويرقي روحه، ويصلح سلوكه.
لكن التنويريين
ساءهم أن يذكر الله تعالى ذلك، بل تمنوا لو حذفت أمثال هذه النصوص من القرآن
الكريم، لكونها في تصورهم تشويه له، ولست أدري ما محل التشويه، وهم أنفسهم يركعون
أمام كل غانية، بل يبيعون دينهم ودنياهم من أجل متاع بسيط من الدنيا، في نفس
الوقت الذي يحتقرون فيه ذلك النعيم المقيم الذي وعد الله به عباده المؤمنين.
وكل ذلك دليل
على قساوة قلوبهم، وإلا فإن القلوب المؤمنة قلوب ورعة تعظم ما عظم الله، وتحقر ما
حقر.. فلذلك لا ترى الدنيا بمتاعها جميعا مساويا للحظة الواحدة من لحظات النعيم
المقيم الذي أعده الله لعباده الصالحين.
وقد كان أحسن
التنويريين تعبيرا من تحدث عن الحور العين بهذا الطرح الذي عبر عنه بقوله: ( و[الحور
العين] كفكرة مثالية جميلة، ترتبط فى أحد جوانبها بـ«العفة» خصوصا فى المجتمعات
الفقيرة وشقيقتها المغلقة، حين يكون الزواج أمرا
نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 59