نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 61
حيث يشاء،
ليخترع من النعيم ما يشاء؛ فقدرة الله لا تحدها الحدود.
وفوق ذلك؛ فكل
النعيم المذكور في الجنة مما يتعلق بالجنسين، الذكر والأنثى، وقصر الحور العين على
الرجال، لاعتبارات خاصة، لا يعني تفضيل الرجال على النساء، ولا يعني أنه لا يوجد
نعيم خاص بالنساء في الجنة، لأن الآيات الكريمة لم تفصل لنا كل النعيم، وإنما
اكتفت بنماذج عنه.
ولعل من علل ذكر
القرآن الكريم للحور العين خصوصا، هو توفير القابلية للرجال لمواجهة الفتن الكثيرة
التي تفرزها علاقتهم بالنساء، وهي فتن واقعية لا شك فيها، وليست مرتبطة كما يذكر
البعض بالبيئة البدوية، بل هي مرتبطة بكل الجغرافيا وكل التاريخ، ونحن لا نزال
نسمع كل حين، بأن فلانا من الناس من ذوي المناصب الراقية اتهم بالتحرش، أو بفضيحة
جنسية..
ولذلك لا داعي
لأن نكذب على أنفسنا، وتعتبر الفتنة بالنساء خاصة بالعرب أو بالبدو أو بذلك الجيل
الذي نزل القرآن الكريم في عهده، ففي كل الأجيال نجد فتنة التأثر بالنساء، وفي كل
الأجيال نجد قيسا وليلى.. ونجد روميو وجوليت..
فلذلك كان
الخطاب القرآني المرتبط بالحور العين خطابا واقعيا يخاطب النفس بما أعد الله لها
من نعيم مرتبط بهذا الجانب لتستعلي على فتنة النساء في الدنيا، لأن الله سيعوضها
بدلها بالنعيم المقيم في الآخرة، والذي يكون من جملته [الحور العين]، والتي وصفها
رسول الله a بقوله: (لو أن امرأة من نساء
أهل الجنة اطلعت إلى الأرض لأضاءت ما بينهما، ولملأت ما بينهما ريحا، ولنصيفها على
رأسها خير
نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 61