ومع وضوح الأدلة
من القرآن الكريم والسنة المطهرة على كون الحور العين من نساء الجنة، إلا أن
التنويريين الذين يحرفون الكلم عن مواضعه راحوا يفسرونها تفاسير مختلفة.
لعل أطرفها بحث
مطول زعم فيه صاحبه أن الحور العين ليسوا نساء، وإنما هن فاكهة، ثم راح يستعرض كل
الآيات القرآنية المرتبطة بهن، وبنعيم الجنة، ليحول منهن فاكهة رغم كل شيء[2].
وقد ذكر في
مقدمة مقاله المواضع التي وردت فيها لفظة الحور بمشتقاتها، ثم راح يتصرف فيها،
ويتلاعب بها بطرق مختلفة من ذلك قوله: (يجب أن نتأمل آية مهمة من القرآن تعطينا
معنى جيد وحقيقي وهي قوله تعالى: {إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ} [الانشقاق:
14]، فالمعنى هنا يقول إن المجرم الذي استلم كتابه خلف ظهره ظن أن العذاب لن يعود
عليه ويرجع، اذاً فتطبيق هذا المعنى على حور عين يدلنا على أن هذه النعم من فاكهة
ستعود دوما، من حور يعود بشكل عين لاتنضب، ويتفق هذا المعنى بالتالي بالآية
التالية، و هى أن أهل الجنة كلما قطفوا من فاكهة الجنة أعيدت لهم على الفور إنشاءها
بشكل متماثل رزقا لاينقطع، {كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا
قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا }
[البقرة: 25]، فهذه الثمرات كما في معنى ستحور، وتعود وترجع كلما أخذها أهل الجنة،
واذا تابعنا بهذا المعنى نرى اتصال باقي الآيات بهذا السياق من كونها أي النعم من
فاكهة ونعم وخيرات مختلفة،