responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 15
مقدمة

لقد لقيت آراء الغزالي وتوجهاته الفكرية اهتمام الكثير من الدارسين منذ بداية هذا القرن، ابتداء من منصور فهمي وزكي مبارك وسليمان دنيا وغيرهم، بحيث شملت بحوثهم جوانبه العقدية والفلسفية والصوفية والأخلاقية وغيرها.

ومن التساؤلات الهامة التي أفرزتها تلك الدراسات ما يتعلق بتأثر الغزالي الاجتماعي، وهل كان ما رآه من آراء، أو ما اختاره من اتجاهات، أو ما قام به من أعمال ترفا فكريا وبحثا نظريا لا صلة له بواقعه، فهو يعيش بفكره في عصر غير عصره وبيئة غير بيئته، أم أنها نتيجة لبيئته، وأثر لها، ولكن من جانبها السلبي فهي تمثل العصر الذي أنتحها، وما الغزالي بذلك إلا اسقاط لعصره، منطو فيه.. أو أن الغزالي ـ كما اعتبر نفسه ـ مجدد ديني، ومصلح اجتماعي، اطلع على ما في واقعه من علل وعمل لاصلاحه، وكان له دور إيجابي في ذلك؟

وقد كانت الإجابة على هذه التساؤلات مختلفة لدى الباحثين فبينما نجد من يعتبره مجدد قرون لا قرن واحد، ومصلح أجيال لا جيله فقط، نرى من يعتبره سلبيا منطويا غارقا في حلوته، واذا ما خرج الى المجتمع فهو ينشر أفكاره عن الزهد وبغض الدنيا والفقر مما يزيد في تخلف المجتمع وإفساده.

وقد رأينا أن الإجابة الموضوعية على هذه الأسئلة تتطلب البحث في علاقة فكر الغزالي بالإصلاح الاجتماعي، لا في علاقة شخصه به، وأن المرجع في ذلك كتبه، لا حياته، لأن الذين اتهموه بالسلبية انطلقوا من توجهه الصوفي، وركونه إلى العزلة، ولم ينظروا إلى صلة ماكتبه في عزلته بالمجتمع سلبا أو إيجابا، فقط كان موقفهم منه نابعا عن موقف مسبق من التصوف وحكم مسبق على رجاله.

نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 15
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست