نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 168
وكذلك ينتقدهم في حكمهم بأن الاقتران
المشاهد في الوجود بين الأسباب والمسببات اقتران ضروري لازم، وليس في الإمكان إيجاد
السبب دون المسبب، وذلك لما يلزم عنه من إنكار المعجزات أو تأويلها تأويلا يعطل معناها،
كما ينقل الغزالي تأويل بعضهم إحياء الموتى بإزالة موت الجهل بحياة العلم، وتأويل تلقف
العصا سحر السحرة على إبطال الحجة الإلهية شبهات المنكرين على يد موسى u [1].
وقد رد الغزالي على الفلاسفة هذه الجوانب لاعتمادهم فيها على الظن والتخمين
دون التحقيق العلمي المبني على الحجة والدليل، ولذلك تكتسب أدلته النقدية لها قوة علمية
تنبئ عن مدى اعتماده المنهج التجريبي في العلوم الطبيعية.
العلوم السياسية:
ويبحث فيها الفلاسفة عن الحكم المصلحية المتعلقة بالأمور الدنيوية، ولا يرى
الغزالي لذلك أي تعلق بالدين، بل يمكن الاستفادة من أبحاثهم فيها باعتبارها مستمدة
ـ كما يرى ـ من كتب الله المنزلة على الأنبياء، ومن الحكم المأثورة عن سلف الأنبياء
[2]، وهذا الموقف هو الذي أكسب الغزالي فكرا سياسيا متينا يحتاج إلى مزيد دراسة.
العلوم الأخلاقية:
وكلامهم فيها ـ كما يلخصه الغزالي ـ
يرجع إلى حصر صفات النفس وأخلاقها وأجناسها وأنواعها وكيفية معالجتها ومجاهدتها، وهو
لا يرى ردها باعتبارها لا تناقض الشرع، بل يرى أن كلامهم فيها مأخوذ من كلام الصوفية
والمتألهين [3] الذين لم يخلو من