نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 17
وعدم جدواه.
هذه بعض الدوافع لاختيار هذا الموضوع، والذي تكمن أهميته في محاولة معرفة
موقف الغزالي من الإصلاح الاجتماعي، عن طريق عرض آرائه في ذلك، وبيان إمكانية الإستفادة
منها في واقعنا.
وقد كان الاهتمام بهذه الناحية من فكر الغزالي ضئيلا من قبل الباحثين حيث
انصب التركيز على الجانب الفلسفي أو الصوفي أو العقدي فقط، دون محاولة ربط ذلك بغرضه
الإصلاحي، بل انصب جهد بعضها ككتاب (الأخلاق عن الغزالي) لزكي مبارك على إظهار الغزالي
في صورة المفكر السلبي المنطوي على نفسه، وقد طغى جانبا النقد فيه على البحث، وتغلبت
الذاتية على الموضوعية، وكان له أثر سلبي على الدراسات التي أتت بعده، وتأثرت بمواقفه،
دون البحث في مدى صحتها.
وقد استفدنا من تلك الدراسات ـ بغض النظر عن مواقفهاـ مع ربطها بموضوع بحثنا،
ولعل أهمها كتاب (الحقيقة في نظر الغزالي) لسليمان دنيا الذي وضع في حسابه عنصر الإصلاح
الاجتماعي أثناء تحليله لآراء الغزالي العقدية وكتاب (الفيلسوف الغزالي) لعبد الأمير
الأعسم الذي بحث في الدراسات الغزالية مصنفا لها، وكتاب (الفلسفة التوازنية القرآنية
عند الغزالي) لزكريا بشير امام الذي أعاد الاعتبار لآراء الغزالي الإشراقية مع ربطها
بالنصوص الشرعية، وغيرها من البحوث والدراسات.
وقد حاولت أن ألتزم في هذا البحث بالمنهج التحليلي التركيبي،حيث جمعت آراء
الغزالي المتعلقة بموضوع الإصلاح الاجتماعي، ثم رددتها إلى عناصرها الأساسية، مع موازنتها
بآراء غيره من المصلحين عند الضرورة، ثم التعقيب عليها بعد ذلك.
وقد جاءت الرسالة في أربعة فصول بالإضافة إلى مقدمة وخاتمة.
ففي الفصل الأول درست عصر الغزالي وحياته
باعتبارهما مدخلا أساسيا لفهم آرائه
نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 17