نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 177
جملة علماء الدين أصلا)
ثم يعقب على ذلك بقوله:(وليس عند المتكل من الدين إلا العقيدة التي شاركه
فيها سائر العوام، وإنما يتميز عن العامي بسرعة المجادلة والحراسة)[1]
ب ـ تطوير المنهج البرهاني
لعلم الكلام:
يرى الغزالي أن معظم الحجج
التي اعتمد عليها المتكلمون ترجع إلى مقدمات تسلموها من خصومهم تستند إلى مجرد النقل
أو التقليد، دون أن تعتمد على ضروريات واضحة، وهم في مناقشاتهم لخصومهم يعتمدون على
استخراج مناقضاتهم ومؤاخذتهم بلوازم مسلماتهم، وهذا المنهج قد يؤثر في إبطال أقوال
الخصوم وقمع البدعة لكنه غير كاف في إظهار الحق والبرهنة عل صحته، وخاصة في حق من لا
يسلم بغير الضروريات[2].
ومع تحديد الغزالي لوظيفة علم الكلام باعتباره وسيلة تعتمد حجج كل بيئة توجد
فيها، ولو كانت حججا خطابية جدلية إلا أنه يرى ضرورة البحث العقلي للتوصل إلى حراسة
المعتقدات بأدلة منطقية ضرورية تصلح لكل بيئة ويسلم لها كل الناس.
ومع هذا فإن الغزالي نفسه عند مناقضاته للخصوم، وخاصة الفلاسفة، اعتمد على
مسلماتهم، وحاربهم بمنطقهم وألزمهم بأقوالهم، ولعل في ذلك إشارة إلى صعوبة التوصل إلى
أدلة ضرورية تتفق عليها كل العقول وتنتفي بها كل الشبهات.
وقد
حاول المتأخرون من المتكلمين، كما يذكر الغزالي، البحث عن حقائق الأمور، وخاضوا في
البحث في الجواهر والأعراض وأحكامها، ولكن لما لم يكن ذلك مقصود