responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 183

7. التسليم لأهلها ممن يعلمون ما تشابه منه من الأنبياء والراسخين في العلم[1].

ب ـ التحقق الذوقي:

يعبر الغزالي عن هذا الركن من الإيمان باليقين، معتبرا إياه رأس مال الدين، هو لا يقصده منه ما يقصده المتكلمون من التصديق الجازم بالشيء، والذي ينفي عنه الظن أو الشك أو الوهم، فإن ذلك لا يحتل إلا حيزا بسيطا من الإنسان هو حيز الذهن المصدق، أما اليقين الحقيقي، فهو غلبة التصديق على القلب، حتى يصير هو المتحكم والتصرف في النفس بالإجازة والمنع [2].

وهذا الإيمان هو الينبوع الذي تفيض منه كل الخيرات، ويضرب الغزالي لذلك مثلا بتوحيد الأفعال، فالعقل بعد أن يطمئن إلى حقيقة توحيد الأفعال مصدقا بذلك مدعما له يكون قد دخل حيز الإيمان، ونال المرتبة الأولى منه، ولكنه إذا نقل ذلك اليقين العقلي إلى نفسه وقلبه وحواسه جميعا، فصار (يرى الأشياء كلها من مسبب الأسباب، فلا يلتفت إلى الوسائط، بل يرى الوسائط مسخرة لا حكم لها، فإنه ينتقل إلى مرتبة اليقين)[3]

والإيمان بالمعنى الأول ـ الذي هو مجرد التصديق بالتوحيد ـ معتبر، وينفع صاحبه، ولكنه لا يؤثر في سلوكه ولا في حياته، ولا في نيله للدرجات العليا في الآخرة، وأما بالمعنى الثاني، فإنه كما يقول الغزالي:(مهما تحقق أن الشمس والنجوم والجمادات والنباتات مسخرات بأمره، وأن القدرة الأزلية هي المصدر للكل استولى على قلبه غلبة التوكل


[1] انظر تفصيل ذلك في : الغزالي، إلجام العوام عن علم الكلام ، ص:54 ـ 85.

[2] الغزالي، الإحياء: 1/73.

[3] الغزالي ، الإحياء : 1/74.

نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 183
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست