responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 194

و هو توجيهه الوجهة الربانية لا الدنيوية، والقصد به الله لا الجاه أو المال، وتحريره من كل المطالب النفسية أو المادية، وهذا ـ كما يصور الغزالي ـ هو الحال الذي دفعه إلى الإعتزال لأنه بعد البحث في مقصده وجده متوجها لطلب الجاه، ووجد نفسه يعلم العلوم التي بها يكسب الجاه.

ويعبر عن ذلك أثناء تبريره لرجوعه إلى التعليم بالمدرسة النظامية وبقوله: (وأنا أعلم أني إن رجعت إلى نشر العلم فما رجعت، فإن الرجوع عود إلى ما كان، وكنت في الزمان (الماضي) أنشر العلم الذي به يكسب الجاه، وأدعو إليه بقولي وعملي، وكان ذلك قصدي ونيتي، أما الآن فأدعو إلى العلم الذي به يترك الجاه، ويعرف به سقوط رتبة الجاه)[1]

ولهذا يعتبر الغزالي السلوك الروحي شرطا ضروريا لربانية التعليم، وتحقيق أبعاده الإصلاحية في النفس أولا، ثم المجتمع ثانيا، وهذه هي حقيقة العلم ـ في تصوره ـ كما كانت في عهد السلف الصالح.

وقد عقد الغزالي فصلا طويلا في (كتاب العلم) من (الإحياء) بين فيه علامات علماء السوء، وآفاتهم التي يجرونها على المجتمع الإسلامي، وأهم تلك العلامات وأخطرها، هي الإستغراق في حب الدنيا، واتخاذ العلم وسيلة لها، فذلك يجر إلى خطرين:

1 ـ خوف العالم على دنياه فلذلك يضطر إلى المداهنة وعدم الأمر بالمعروف أو النهي عن المنكر خوفا من تغير قلوب الناس أو السلطان عليه، ولذلك ـ كما يعبر الغزالي ـ (لا يخلو عن تكلف في طلب مرضاتهم واستمالة قلوبه مع أنهم ظلمة)[2]

وقد ذكر الغزالي من آداب المحتسب تقليل العلائق حتى لا يكثر خوفه وقطع الطمع


[1] المنقذ من الضلال ص141 .

[2] الإحياء 1/86.

نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 194
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست