responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 201

الشرعية أو غيرها، يقول الغزالي: (لا تفهمن من غلونا في الثناء على علم الآخرة تهجين هذه العلوم، فالمتكلفون بالعلوم كالمتكلفين بالثغور والمرابطين لها والغزاة والمجاهدين في سبيل الله، منهم المقاتل ومنهم الذي يسقيهم الماء، ومنهم الذي يحفظ دوابهم، ولا ينفك أحد منهم من أجر)[1]

ولذلك فإن التفاضيل بين هذه العلوم نسبي، ومعرفة الله تعالى التي هي الأصل الأول لكل المعارف لا تحجب عن غيرها من العلوم، بل إنها ـ كما رأينا من قبل ـ لا تكمل إلا بها، فكل ما في الكون من أفعال الله وتقديراته، يقول الغزالي: (من قصد الله تعالى بالعلم، أي علم كان نفعه ورفعه لا محالة)[2]

المتفق عليه قبل المختلف عليه:

لاحظ الغزالي أن هدف الكثير من المدارس في عصره كان متوجها نحو نصرة المذاهب والآراء، ولذلك احتلت المسائل المختلف فيها الحيز الأكبر من نصيب برامج الدراسة فيها بمختلف المستويات والعلوم، والتوجه لمثل هذا النوع من العلوم ـ كما يرى الغزالي ـ تضييع لمقاصد العلم، وإرباك لتفكير المتعلم خاصة اذا كان الأستاذ المدرس غير قادر على الإجتهاد للتوفيق بين الآراء المختلفة، أو الترجيح بينها، يقول الغزالي عند ذكره لآداب المتعلم: (أن يحترز الخائض في العلم في مبدأ الأمر عن الإصغاء إلى اختلاف الناس، سواء كان ما خاص فيه من علوم الدنيا، أو من علوم الآخرة، فإن ذلك يدهش عقله، ويحير ذهنه، ويفتر رأيه وييئسه عن الإدراك والإطلاع)[3]

هذا مع المتوجهين إلى العلم والمتخصصين فيه، أما العوام وأهل الحرف


[1] المرجع السابق 1/53.

[2] الإحياء 1/52.

[3] المرجع السابق 1/51.

نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 201
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست