responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 202

والصناعات، فلا ينبغي أن تصرف همهم ـ في رأي الغزالي ـ إلا لحرفهم وصناعاتهم، ولهذا لا ينبغي أن يلقنوا إلا خلاصة العلم، وما يتعلق منه بالعمل فقط [1].

الموسوعة العلمية مع التخصص:

وهو أن يكون لطالب العلم نصيب عام من كل علم، بحيث يطلع على مقاصده وغاياته ومسائله اطلاعا مجملا من غير تخصص فيه، وبعد ذلك وانطلاقا منه يمكنه التخصص فيما يراه مناسبا له، وهذا لأن العلوم ـ كما يرى الغزالي ـ متعاونة، وبعضها مرتبط ببعض، زيادة على أن النظر في كل العلوم يكسب صاحبة سعة صدر تجعله يتخلص من العداوة غير الموضوعية لها، لأن الناس أعداء ما جهلوا، أو كما قال تعالى حاكيا على حال الكفار: ﴿وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ﴾ (الأحقاف:10)[2]

وهذا الرأي يرجع إلى دعوة الغزالي الدائمة إلى احترام كل العلوم، ومحاولة الاستفادة منها، ولو حوى ظاهرها بعض البطلان، ولكنه مع ذلك يضع بعض الضوابط لهذا الطلب الموسوعي، وهي أن يتجنب طالب العلم كل العلوم التي تضر به أو بغيره، كتعلم السحر والطلسمات، وهو تعلم ليس مذموما في حد ذاته، وإنما لما يرتبط به من إضرار بالخلق، يقول الغزالي: (ومعرفة هذه من الأسباب من حيث أنها معرفة ليست مذمومة، ولكنها ليست تصلح إلا للإضرار بالخلق، والوسيلة إلى الشر شر) [3]

ومنها علم التنجيم، وقد كان يشمل في عصر الغزالي جانبين:

1 ـ جانب علمي، وهو ما يدرسه علم الفلك، وهو ـ كما يرى الغزالي ـ علم شريف نطق القرآن به كما قال تعالى: ﴿الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ﴾ (الرحمن:3)


[1] إلجام العوام عن علم الكلام ص63.

[2] الإحياء 1/52،51.

[3] الإحياء 1/59.

نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 202
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست