نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 220
الحق لو ردت إليه مدة، والتزمت المواظبة
عليه)[1]. وذلك لأن ميل النفس إلى المعاصي خارج عن الطبع، أما ميلها إلى الحكمة، فهو
مقتضى القطرة، وهو كالميل إلى الطعام والشراب.
وهو لذلك ينقل من غرائب طباع النفس وشذوذاتها الأمثلة الكثيرة، مبينا كيف
أصبحت نتيجة الممارسة مستلذة لدى أصحابها حتى أنه يجري بين (الحجامين والكناسين التفاخر
والمباهاة كما يجري بين الملوك والعلماء)[2]
ويساعد على العناء الحاصل من هذه المجاهدة مشاهدة أصحاب الفعال الجميلة،
فهم قرناء الخير، وإخوان الصلاح، (اذ الطبع يسرق من الطبع الخير والشر جميعا)[3]
وبالإضافة إلى الاعمال السابقة المتعلقة بالجوارح، يرى الغزالي ضرورة تأييدها
وتأسيسها على عمل العقل، وهو التفكير، فليست ثمرة التفكير العلوم وحدها، بل إن جميع
الأعمال والأحوال من ثمراته، وذلك لأن العلم إذا استقر في القلب تغير بالضرورة حاله،
ولذلك يستخدم الغزالي هذا العلاج العلمي في كل أمراض النفس:
فعلاج الغيبة أن يتفكر في الوعيد الوارد فيه: (فينظر في قلة حسناته وكثرة
غيبته، وأنه ينتهي إلى إفلاسه على القرب، فإن كان فيه عيب، فيشتغل بنفسه عن غيره)[4]
وعلاج العجب أن يتفكر، ويقول في نفسه:
(إنما أعمل بيدي وجارحتي، وقدر إرادتي، وكل ذلك ليس مني ولا إلي، وإنما هو من خلق الله
وفضله علي، فكي أعجب بعملي