نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 223
ومع أنه يقر بعدم وجود الدليل الذي يكشف
له هذه المنابع إلا أنه يمضي كسائر المستشرقين ينسب كل منقبة في الإسلام إلى أصل يوناني
أو نصراني.
انطلاقا من تصور الغزالي للخلق أخذ يحلل الصورة الباطنة التي هي مصدر السلوكيات
الظاهرة إلى مكوناتها الأساسية مسقطا كعادته الباطن على الظاهر، يقول في ذلك:(وكما
أن حسن الصوة الظاهرة مطلقا لا يتم بحسن العينين دون الأنف والفم والخد، بل لا بد من
حسن الجميع ليتم حسن الظاهر، فكذلك للباطن أربع أركان لا بد من الحسن في جميعها حتى
يتم حسن الخلق)[1]، وهذه الأركان الأربعة هي: قوة العلم وقوة الغضب، وقوة الشهوة، وقوة العدل
بين هذه القوى الثلاثة.
وأمهات الأخلاق وأصولها الصادرة عن تهذيب تلك القوى الأربعة هي الحكمة والشجاعة
والعفة والعدل، (ولم يبلغ كمال الاعتدال في هذه الأربع إلا رسول الله a، والناس بعد متفاوتون في
القرب والبعد منه، فكل من قرب منه في هذه الأخلاق، فهو قريب من الله تعالى بقدر قربه
من رسول الله a) [2]
ب ـ الآداب:
والغزالي يقسمها إلى نوعين:
الآداب الظاهرة:
ويعرفها بأنها (ضبط الحركات بموازين
المعاني)[3]، والربط بين الحركات والمعاني عند الغزالي ـ هناـ هو نفسه الربط بين الظاهر
والباطن في كل القضايا التي يبحث فيها سواء