responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 224

كانت عقدية أو نفسية أو صوفية، فإن الظاهر هو عنوان الباطن، والباطن ـ هناـ هو تلك المعاني التي تعبر عن أرواحها أجسام الحركات، وهنا تختلف الآداب عن الأخلاق، فالأخلاق تظهر عن طريق الأفعال المبينة للهيئة الراسخة، وهي تختلف من حالة إلى حالة، أما الآداب فأفعالها مضبوطة ومقيدة بموازين خاصة، هي موازين المعاني.

وبما أن الناس يختلفون في إدراك تلك المعاني، وعوامهم لا يدركونها أصلا، والعلماء أيضا يختلفون في ذلك، فالعقول مختلفة، واعتبارات النظر مختلفة، فلذلك لا بد من ضابط يوحد تلك الحركات، وذلك الضابط هو (النبي المعصوم) لعلمه الكامل بموازين المعاني.

ولذلك فإن الآداب الظاهرة عند الغزالي لا تتحقق إلا بالاقتداء التام بالرسول a في جميع الحركات، يقول الغزالي: (أعلم أن العالم لا يكون وارثا للنبي a إلا اذا اطلع على جميع معاني الشريعة حتى لا يكون بينه وبين النبي a إلا درجة واحدة هي درجة النبوة، وهي الدرجة الفارقة بين الوارث والمورث)[1]

وقد جمع الغزالي الكثير من الآداب الظاهرة في بعض رسائله وكتبه، ولعل أهمها وأصلحها للعامة بحكم صغر حجمها وسهولة أسلوبها: (بداية الهداية)، و(الأدب في الدين) أما إحياء علوم الدين فملئ بتفاصيل: آداب الأكل والشرب، والسفر والزواج والعزلة والخلطة وطلب العلم والتجارة والتكسب... حتى آداب من سرق متاعه، أو ضاعت ضالتة، وكل أدب منها مرفوق بالنصوص الحاثة والآثار الباعثة ممتزجة بتوجيهات الغزالي وعظاته، مما يجعل حركات الإنسان جميعا مقيدة بالموازين الشرعية، فبذلك التقييد يتحقق الكمال الإنساني، فـ (الاسترسال مهملا كما يتفق سجية البهائم)[2]


[1] المرجع السابق 1/142.

[2] المرجع السابق 1/142.

نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 224
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست