responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 228

عليه بقوله: (فدفع شماتة الأعداء من حظوظ الدنيا، ولم يقل: ولاتجعل الدنيا أصلا من همي، بل قال: ولا تجعلها أكبر همي) [1]

ويستدل كذلك بطلب كل مؤمن السعادة في الآخرة، ورغبته في تحقيق مقاصده فيها، وما الدنيا والآخرة إلا حالتان إحداهما أقرب من الأخرى، فكيف يتصور أن يحب الإنسان حظوظ نفسه غدا، ولا يحبها اليوم؟

أما ما ورد في ذم الدنيا فإن المقصود به ـ كما يرى الغزالي ـ الحظوظ التي تنافي حظوظ الآخرة وتمنع منها، أما الحظوظ غير المنافية كالزواج الصحيح وأكل الحلال وغير ذلك، فليس فيها أي منافاة أو تضاد من حظوظ الآخرة، فلذلك لو أحب الرجل زوجته لحظوظ الدنيوية والآخروية كان حبه في الله [2].

ولا بأس من الإشارة هنا إلى قضية جوهرية في المنهج التصنيفي للغزالي أسيء يسبب الغفلة عنها تفهم مواقفه، وهي ما عبر عنه بقوله: (من أسرار حكمة الشريعة أن كل ما يطلب الطبع فيه الطرف الأقصى، وكان فيه فساد جاء الشرع بالمبالغة في المنبع على وجه يومئ عند الجاهل أن المطلوب مضادة ما يقتضيه الطبع بغاية الإمكان. والعالم يدرك أن المقصود وسط)[3]

ولذلك فان الغزالي بعد ذكره للطوائف المغالبة في حب الدنيا ونقيضها المغالبة في بغضها ذكر الموقف الحقيقي نحوها، وهو (ماكان عليه رسول الله a وأصحابه، وهو أن لايترك الدنيا بالكلية، ولايقمع الشهوات بالكلية، أما الدنيا فيأخذ منها قدر الزاد، وأما الشهوات فيقمع منها ما خرج عن طاعة الشرع والعقل، ولا يتبع كل شهوة، ولا يترك كل


[1] المرجع السابق، ج2، ص202.

[2] المرجع السابق، ج2، ص202.

[3] المرجع السابق، ج3، ص96.

نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 228
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست