responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 229

شهوة)[1]

الروابط الروحية:

وهي العلاقة التي سماها الشارع ب (الحب في الله) وهو كما يعرفه الغزالي (كل حب لا يتصور دون الإيمان بالله واليوم الآخر) [2]، وهو ينقسم بحسب ذلك إلى محبة عامة، وهي المحبة المطلوب بها نصيبا من المحبوب يوصل إلى الآخرة، وهي عند الغزالي درجة عموم المؤمنين، وأما الخاصة من المؤمنين، فمحبتهم في الله والله، دون أي حظ أو غرض.

وفي كلتا الدرجتين تكون علاقة الفرد بالمجتمع محكومة بضابط هذا الحظ الإيماني، وهو لا يتصور إلا لمن امتلأ قلبه بحب الله وذكر الآخرة، وصارت جوارحه تابعة لقلبه في همته، فتكون كل تصرفاته وسلوكياته وعلاقاته ومواقفه ناتجة عن همته، فإذا أحب التلميذ أستاذه ـ مثلا ـ لأنه يتوصل به إلى تحصيل العلم وتحسين العمل، وكان مقصوده من العلم والعمل الفوز في الآخرة فهو من المحبين في الله، وكذلك إذا أحب الأستاذ تلميذه لأنه بسببه ينال شرف التعليم وجزاءه المعد له في الآخرة، وهكذا الذي يتصدق بأمواله لله، ويجمع الضيوف ويهيء لهم أصناف الأطعمة تقربا إلى الله، (فأحب طباخا لحسن صنعته في الطبخ، فهو من جملة المحبين في الله) [3]

وهذا الحب هو أقوى الروبط، وهو الذي وردت الآثار الكثيرة في فضله والثناء على أهله، وتتفاوت درجات هذا الحب بتفاوت العلاقة الوجدانية بين العبد وربه، لذلك لا يحيل الغزالي وجود مثل هذا الحب، ولو في عوام المؤمنين، فإنه (ما من محب للآخرة ومحب لله إلا إذا أخبر عن حال رجلين، أحدهما عالم عابد، والآخر جاهل فاسق إلا وجد في نفسه


[1] المرجع السابق، ج3، ص230.

[2] الغزالي، الأربعين في أصول الدين ، ص64 .

[3] الغزالي، الإحياء، ج2، ص202.

نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 229
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست