responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 230

ميلا إلى العالم العابد، ثم يضعف ذلك الميل ويقوى بحسب ضعف إيمانه وقوته، ويحسب ضعف حبه لله وقوته)[1]

وذلك الميل النفسي هو المحبة نفسها، فالحب عند الغزالي هو (ميل الطبع إلى الشيء الملذ)[2]، وهو تابع للإدراك مرتبط به، وثمرة من ثمار المعرفة، فلذلك كانت الروابط بين المؤمنين عند الغزالي مرتبطة بالمعرفة والسلوك، فبقدر تزكية الإنسان لنفسه يقدر ما يحققه بالمحبة للمؤمنين، فهي علامة الصفاء النفسي والقرب من الله تعالى.

ومثل هذه العلاقات لا تنطوي على أي أمراض تخرب المجتمعات أو تشيع فيها المظاهر الفاسدة، فليس فيها الحسد ولا الكبر ولا الحقد ولا ما ينشأ عنها من سلوكيات مدمرة لنفس الإنسان ومجتمعه، بل إن الفرد في علاقة (المحبة في الله) ـ كما يصوره الغزالي ـ يذوب في وسط إخوانه ذوبانا لا يمحوه، وإنما يرفعه، ولايذله، وإنما يعزه.

وكما تساهم (المحبة في الله) كأساس نفسي في الربط بين المؤمنين وتوثيق الصلات الصادقة بين أفراد المجتمع وحمايته من كل الآثار السلبية الناتجة عن الاجتماع، فإن (البغض في الله) وهو ثمرة أخرى من ثمار المعرفة الإيمانية يؤدي نفس الغرض، وإن اختلف مظهر كليهما، فـ (البغض في الله) ضرورة ناتجة عن المحبة في الله، لأن (من أحب بسبب فبالضرورة يبغض لضده، وهذان متلازمان لا ينفصل أحدهما عن الآخر) [3]

ويفرق الغزالي بين البغض الذي هو مظهر لمرض نفسي من حسد أو حقد أو غيرها، وبين (البغض في الله) الناتج عن ولاء المرء التام لله، فيحب من أحب الله، ويبغض من أبغضه، ولو كان أقرب الناس إليه؟


[1] المرجع السابق، ج2، ص165.

[2] المرجع السابق، ج4، ص296.

[3] الغزالي، الإحياء، ج2، ص166 .

نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 230
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست