نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 231
ولهذا يمكن أن يجتمع في القلب الواحد
نحو شخص واحد محبة وبغض، فالمسلم العاصي يحب لإسلامه ويبغض لمعصيته، فالبغض أو المحبة
لا تتعلقان بالذات، وإنما بالعمل، فإن حسن ازدادت علاقة المحبة وثوقا، وإن ساء ازداد
البغض رسوخا.
وهذا ـ كما
يرى الغزالي ـ ممكن في العادات، بل هكذا يتعامل الناس
فيما بينهم فإن (من وافقك على غرض وخالفك في آخر [تكون معه] في حالة متوسطة بين الإنقباض
والاسترسال، وبين الإقبال والإعراض، وبين التودد إليه والتوحش عنه) [1]
وبتأمل آراء الغزالي في (البغض في الله) نجد أنها تساهم مساهمة كبيرة في تحويل
الصلات بين المؤمنين إلا صلات إيمانية تربوية، لا مجرد علاقات وجدانية عاطفية ليس لها
آثار إصلاحية، فإن جميع مظاهر البغض في الله التي ذكرها الغزالي ترتبط بمدى إمكانية
التأثير في العاصي الذي أبغض بسبب معصيته.
فمن تلك المظاهر مثلا قطع المعونة عن العاصي وترك نصرته، وهذا قد يبدو مظهرا
سلبيا ربما يساهم في قطع الصلات بين المؤمنين والتفريق بينهم، ولكن الغزالي يعقب على
ذلك بقوله:(وليس يجب تركها [أي المعونة]، إذا ربما يكون لك نية في أن تتلطف بإعانته
وإظهار الشفقة عليه ليعتقد مودتك، ويقبل نصحك، فهذا حسن، وإن لم يظهر لك، ولكن رأيت
أن تعينه على غرضه قضاء لحق إسلامه، فذلك ليس بممنوع، بل هو الأحسن)[2]
2 ـ الظواهر السلوكية:
إن المظاهر السلوكية نتيجة حتمية للأسس
النفسية تترقى برقيها، وتنزل بنزولها، وسنكتفي بالحديث هنا على خمسة سلوكيات اجتماعية
يدعو الغزالي بأساليب مختلفة إلى