نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 234
عيوب المبيع خفيها وجليها، ولا يكتم
منها شيئا، فذلك واجب، وإن أخفاه كان ظالما غاشا، وكان تاركا للنصح في المعاملة، والنصح
واجب)[1]
وهو يطيل في تفصيل كيفية النصح في التجارة والمعاملات المالية، لما لها من
آثار في العلاقات الاجتماعية، وفي تيسير حياة الناس، وله فيها كتاب خاص في الإحياء
سماه (آداب الكسب والمعاش)
ومن تلك الآداب: ترك الثناء على السلعة بما ليس فيها، وأن لا يجلس في طريق
المسلمين، فيضيق عليهم، وأن لا يبخس في كيله، ولا ينقص في وزنه، وإذا وقف عليه شريف
أكرمه، أو جار فضله، أو ضعيف رحمه، أو غير هؤلاء أنصفه [2].
والحاكم النصوح هو الذي يرفق برعيته، ويترك التعنيف والتكبر عليهم، ويتودد
إليهم، مع مزج الرهبة لهم رحمة بهم [3]، ولا يكتفي برفع يده عن
الظلم، بل يأمر نوابه وعماله بذلك، ويتشدد عليهم فيه، فإنه يسأل عن ظلمهم، كما يسأل
عن ظلم نفسه [4].
والمعلم النصوح هو الذي يبدأ بصلاح نفسه، باعتباره قدوة لتلاميذه، ويلزم الصمت
في جلسته، ويكون معظم تأديبه بالرهبة، ولا يحادثهم فيجرئون عليه، ولا يدعهم يتحدثون
وينبسطون بين يديه، ولا يمازح بين أيديهم أحدا، ويتنزه عما يعطونه [5].
والقاضي النصوح هو الذي يمنع الحاشية
من الفساد والطغيان، ويرفق بالأرامل،