نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 233
إصلاحها إلى ضرر على وجود العلاقة أو
دوامها.
وبناء على هذا الأصل، يدعو الغزالي إلى الأخذ بآداب النصيحة، فلا يكون الباعث
عليها إلا الشفقة والرحمة بالمنصوح، ثم انتهاج الأساليب المناسبة لذلك، بأن (تذكر آفات
ذلك الفعل وفوائد تركه، وتخوفه بما يكرهه في الدنيا والآخرة ليترجر عنه، وتنبهه إلى
عيوبه، وتقبح القبيح في عينه، وتحسن الحسن)[1]
وذلفك كله في السر، فالنصيحة في العلن فضيحة، وينقل الغزالي عن الشافعي في
ذلك قوله: (من وعظ أخاه في السر فقد نصحه وزانه، ومن وعظه علانية فقد فضحه وشانه) [2]
ولا يلزم الناصح أسلوبا واحدا لا يتعداه، بل يتلطف في النصح باختلاف أساليبه،
فينصح بالتعريض مرة، وبالتصريح أخرى، ولكنه إن علم أن النصح لا يؤثر فيه، (وأنه مضطر
من طبعه إلى الإصرار عليه، فالسكوت عنه أولى) [3]
وهنا يفرق الغزالي بين المداراة المشروعة باعتبارها مصدرا لدوام العلاقة بين
المؤمنين، وبين المداهنة المذمومة، ويعبر عن هذا التفريق بقوله: (إن أرضيته لسلامة
دينك، ولما ترى من إصلاح أخيك بالإغضاء، فأنت مدار، وإن أغضيت لحظ نفسك، واجتلاب شهواتك
وسلامة جاهك، فأنت مداهن) [4]
وكما تتعلق المناصحة بالقول تتعدى إلى
الفعل، فالتاجر النصوح هو الذي يعامل زبائنه بالمناصحة وعدم الغش، يقول الغزالي ذاكرا
بعض آداب التاجر: (أن يظهر جميع