responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 239

القرابة ولحمة النسب)[1]

التكافل:

وهو من أهم المظاهر السلوكية الدالة على صدق التآخي بين المؤمنين، ولا يقصد الغزالي بالتكافل – هنا – ما شرعه الله تعالى من زكاة أو صدقات أو تطوعات، فإن ذلك قد يسد بعض الحاجات، ولكنه يقصر عن الكثير منها وإنما يقصد قيام علاقات أخوية خاصة بين المؤمنين تجعل كل واحد منهم يشعر بالمسؤولية نحو أخيه في كل شؤونه المالية وغيرها، بحيث يقضي حاجياته بشعور أدائه واجبا لا نافلة أو تطوع، فعقد الأخوة كما يراه الغزالي مثل عقد القرابة وسائر العقود الشرعية يقتضي حقوقا يجب الوفاء بها.

ويضع الغزالي للتكافل المالي بين الإخوة ثلاث مراتب تتدرج بحسب الدرجة الإيمانية للمسلم، وأدنى تلك المراتب أن ينزل الأخ أخاه منزلة خادمه، فيقوم بحاجته من فضل ماله دون انتظار سؤاله، وأعلى منها أن ينزله منزلة نفسه، فيرضى بمشاركته إياه في ماله، يأخذ منه ما يشاء، ويدع ما يشاء، وأعلاها أن يؤثره على نفسه، ويقدم حاجته على حاجته، وهذه الرتبة كما يرى الغزالي هي مرتبة الصديقين ومنتهى درجات المتحابين [2].

وهذه المعاملة المثالية لا تتعلق بالمال فقط، بل تتعداه إلى قضاء حاجاته والاهتمام بها، سواء كانت جليلة أو دقيقة، ويروي الغزالي في ذلك عن بعض السلف أنه كان يتفقد عيال أخيه وأولاده بعد موته أربعين سنة، يقوم بحاجاتهم، ويتردد كل يوم إليهم، يمولهم من ماله، فكانوا لا يفقدون من أبيهم إلا عينه، وكان الواحد منهم يتردد إلى باب دار أخيه، ويسألهم: هل لكم زيت؟ هل لكم ملح؟ هل لكم حاجة؟ [3].


[1] المرجع السابق، ج2، ص184.

[2] المرجع السابق، ج2، ص173.

[3] المرجع السابق، ج2، ص175.

نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 239
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست