responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 247

ونرى هذا التنوع في أسلوب الطرح وموضوعه يكشف عن شخصية إصلاحية عميقة، لاعن شخصية قلقة محتارة ـ كما يزعم بعض الباحثين ـ لأن المصلح الاجتماعي يعالج أمراض مجتمعه، وهي مختلفة معقدة متشعبة، ولذا يظهر بمظهرها مختلفا ومعقدا ومتشعبا.

ولهذا نرى الغزالي الفيلسوف هو الذي ينقد الفلسفة، وينجح في الحد من غلوائها، ولو نقدها متكلما أو فقيها ما أثر فيها ذلك التأثير، فهو يدرك أن لكل مرض دواؤه الخاص به، وقد يصبح الدواء سما إذا لم يعط بالجرعات المناسبة.

وقد ظهر لنا الغزالي في هذه الرسالة بهذا المظهر: إنسان مؤمن حزين لما أصاب الدين في عصره، وما أصاب ممثليه من العلماء، فهو لذلك يمارس دوره في جميع الميادين: في العقيدة بتنقيتها من الأهواء والبدع والانحرافات، وفي التصوف بتبيين محاسنه ومساوئه، وفي سلوكات الناس بالبحث عن جذورها العميقة،وفي الملل والنحل بالرد عليها، والكشف عن أباطيلها..

وهو أثناء ذلك قد ينقل عن صوفي أو فقيه أو فيلسوف من المعاني ما يراه مناسبا، فلذلك اتهم بالنقل،ورمي بالفلسفة،وشنع عليه بالتكرار والمبالغة.

وقد حاولنا أن نبين إمكانية الاستفادة من آراء الغزالي في إصلاح واقعنا الاجتماعي الذي يكاد يمر بنفس الظروف التي مر بها عصر الغزالي من ضعف إيماني وانهيار خلقي وتشتت في الوحدة الاجتماعية وغفلة عن القضايا الأساسية.

ولعل أهم نتيجة لذلك نطرحها ـ هنا ـ هي الدعوة إلى الاهتمام بتراث العلماء والاستفادة من تجاربهم في إثراء فقه الدعوة، ونبذ التعصب الذي يبعث على تتبع عثرات العلماء وزلاتهم دون الاهتمام بما قدموا من خدمات للإسلام والمسلمين.

وكذلك دعوة المهتمين بالعمل الإسلامي إلى تركيز الجهود في العمل الاجتماعي بدل الغرق في المتاهات السياسية، فإصلاح المجتمع هو القاعدة التي ينطلق منها الإصلاح

نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 247
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست