نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 246
دور كبير في إعطاء العلاج المناسب لتلك
الأمراض، والذي لا تزال الحاجة ماسة إلى الاطلاع عليه، والاستفادة منه.
6 ـ أنه يرى أن على الحكام القيام بالإصلاح وإعانة المصلحين، باعتبارهم
ركنا أساسيا في الإصلاح الكامل الشامل، أما العلماء فإن الأولى لهم في رأي الغزالي
هو الابتعاد عن أبوابهم، والاستغناء قدر الإمكان عن هباتهم حفظا لعزتهم وكرامتهم،وهذا
ما يبرر لنا قيام الأوقاف في العصور المتأخرة بمصاريف العلماء مما ساهم في استقلالية
التعليم والدعوة عن السلطة.
7 ـ انتقد الغزالي الكثير من الظواهر التي تسببت في تفكك وحدة المجتمع الإسلامي
كالتعصب المذهبي أو الغلو في التكفير، وقد وضع البديل لذلك بالقول بصحة المذاهب الفقهية
جميعا ما دامت تستمد من أصل واحد، وتضييق دائرة الكفر وضبط حدودها، وإشاعة مظاهر الترابط
الاجتماعي من تكافل وتواصل وتآلف وغيرها، فالأخوة هي المظهر الكامل للعلاقة بين المؤمنين
مهما اختلفت مذاهبهم وأعراقهم.
وقد لاحظنا أن الدراسات المهتمة بفكر الغزالي اختلفت نظراتها له بسبب عدم
مراعاتها لبعد الإصلاح الاجتماعي في تفكيره ومواقفه؛ وهذا باستثناء بعضها كدراسة الدكتور
سليمان دنيا عن (الحقيقة في نظر الغزالي)، فإن الصفة التي اجتمعت فيها شخصية الغزالي
الفقيه والصوفي والمتكلم والفيلسوف هي الإصلاح، فلذا اختلفت آراؤه، أو بدت متعارضة
تؤلّب عليه الخصوم،وتحيرهم في حقيقة مواقفه.
وهذا يفسر لنا ـ أيضا ـ الأسلوب
الذي اختاره للتعبير عن أفكاره من كثرة التكرار في كتبه، وغوصه أحيانا إلى أعماق غامضة
يصعب إدراكها، ونزوله أحيانا في تبسيطه إلى حد السطحية والسذاجة، واستعماله الكثير
للأمثلة والشواهد، أو الأحاديث الضعيفة والقصص.. فهو
يحاول أن يخاطب عامة الناس وخاصتهم،كل واحد بما يليق به من الأساليب.
نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 246