responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 25

499هـ، كما نص على ذلك في (المنقذ من الضلال)[1]

أما سببها فقد ذكرها الغزالي في كتابه القيم (المنقذ من الضلال)، وهو من أهم الوثائق المبينة لحياته الفكرية والروحية ،ولذلك سنتخذه المصدر الوحيد لمعرفة سبب هذه العزلة:

لقد مر الغزالي نتيجة لعقله الوقاد من جهة ،وللبيئة والعصر الذي عاش فيه من جهة أخرى إلى مرحلة شك استغرقت فترة ذات بال من حياته.

قال الغزالي –بعد أن ذكر اختلاف الفرق والملل ـ : (ولم أزل في عنفوان شبابي منذ راهقت البلوغ قبل بلوغ العشرين إلى الآن، وقد أناف السن على الخمسين أقتحم لجة البحر العميق، وأخوض غمرته خوض الجسور لا خوض الجبان الحذور)[2]

وكان لذلك يتفحص عقيدة كل فرقة، ويستكشف أسرار كل طائفة حتى انحلت عنه رابطة التقليد، وانكسرت عليه العقائد الموروثة ،وهنا بدأت مرحلة شك زجت به إلى السفسطة[3] بحكم الجال لا يحكم اللسان والمقال، ولكن الله خلصه منها بنور الإيمان الذي قذفه في قلبه لتبدأ مرحلة الشك الثانية.

قال الغزالي: (ولما شفاني الله تعالى من هذا المرض بفضله وسعة جوده انحصرت أصناف الطالبين عندي في أربع فرق: المتكلمون والباطنية والفلاسفة والصوفية) [4]

وقد بدأ يعلم الكلام فحصله، وصنف فيه، ولكنه وجده ـ كما يذكر ـ علما وافيا


[1] المرجع السابق، ص140.

[2] الغزالي، المنقذ من الضلال ، ص81.

[3] مأخوذ من اللفظ اليوناني [سفرما]، ويعني التميز بالمهارة والحذق، ثم أخذت بعد ذلك تدل على القول المموه والقياس الخادع الذي يلتمس منه التلبيس على الناس والتغرير بهم، انظر ،مراد وهبة، المعجم الفلسفي، ص11.

[4] الغزالي، المنقذ من الضلال ،ص81 .

نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 25
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست