responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 45

المصلحين في توجيه تلك الظواهر أو الاهتمام بها، وإن اتفقت في الأساس الفكري، والغزالي بنزعته الصوفية يرى وجوب الاهتمام بالأخلاق الباطنة باعتبارها ممدة للسلوكيات الظاهرة، فالخلق عنده (هيئة في النفس راسخة تصدر عنها الأفعال بسهولة ويسر من غير حاجة إلى فكر وروية)[1]

فلا يكفي تطهير ظاهر المجتمع دون الولوج إلى بواطن أفراده ونزع الصفات المهلكة التي قد تسبب خراب المجتمعات، كما وصف رسول الله a الشح، وهو مرض واحد من أمراض القلوب بأنه قد تسبب في هلاك أمم من الناس، يقول الرسولa:(اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة،واتقوا الشح، فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دمائهم واستحلوا محارمهم)[2]

ومع اهتمام الغزالي بالباطن تطهيرا أو تحقيقا دعا إلى إصلاح الظاهر كثمرة طيبة للقلب السليم أو طريقا للتحقق، أما إن كان مجردا عن الأخلاق الباطنية فهو رياء أو غرور، ولذلك ينتقد الغزالي الكثير من الظواهر الاجتماعية التي قد تبدو إيجابية، باعتبار أصحابها لا ينطلقون من نيات سليمة، فمن أصناف المغترين الذين يذكرهم الغزالي (المغترين من أرباب الأموال)، فمنهم (من يحرص على بناء المساجد والمدارس والرباطات والقناطر وما يظهر للناس كافة، ويكتبون أساميهم بالآجر عليها ليخلد ذكرهم،ويبقى بعد الموت أثرهم) [3]، ومن المغترين من (ينكر على الناس ويأمرهم بالخير وينسى نفسه، وإذا أمرهم بالخير


[1] إحياء علوم الدين: 3/53.

[2] مسلم ، الجامع الصحيح، القاهرة: دار الكتاب المصري، بيروت: دار الكتاب اللبناني(كتاب البر والصلة والآداب)، 4/1996، رقم 4675.

[3] إحياء علوم الدين: 3/407.

نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 45
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست