responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 44

على أساس العقيدة الإسلامية المنطلقة من المصادر الشرعية، والمتغلغلة في جميع الكيان الإنساني والاجتماعي.

و قد أصاب هذه العقيدة في نظر الغزالي الكثير من الانحرافات تحت تأثير الانحرافات التي تسربت للأمة نتيجة اختلاطها بالأمم الأخرى، وما نشأ في الرد عليها من جدل أبعد المجتمع عن الفهم الحقيقي لها ولمقاصدها، فأصبحت علما يدرس أو جدلا تعقد له المناظرات وتؤلف فيه المصنفات بدل أن تكون روحا تقلب الفرد والمجتمع وتبعث فيهما الحياة، ولذلك يرى الغزالي ضرورة جعل الإيمان أو العقيدة أو المعرفة منطلقا وغاية لكل عمل إصلاحي، وإلا كان مجرد هدر للجهد لا طائل من ورائه.

وقد اختار الغزالي التصوف بديلا للطروحات العقدية القائمة في عصره، وذلك بعد جولا نه في الطوائف وبحثه في أسرار الفرق ومقاصدها [1]، لأن التصوف اهتم بالجانب التحققي والذوقي من العقيدة، وهو تصوف ـ كما سنرى ـ سني النزعة، يعتمد في طريق التصوف أو ثماره على المصادر الشرعية من الكتاب والسنة، وما كان عليه السلف الصالح معتبرا ذلك هو الركن الغائب الذي بسببه حل الفساد الاجتماعي.

فتصور الغزالي للأسس الفكرية سلفي من حيث رجوعه الدائم إلى المصادر الشرعية، وصوفي من حيث اهتمامه بالحياة الروحية، وعقلي من حيث تحكيمه الدائم للعقل واعتماده عليه في الاستنباط والبرهنة ونصرة الشريعة، وسنرى ذلك ببعض التفصيل في الفصل الثالث من هذا البحث.

ج ـ الظواهر السلوكية:

وهي منبثقة من الأسس العقدية التي يبنى عليها المجتمع، وتختلف نظرات


[1] المنقذ من الضلال، ص81.

نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 44
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست