responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 72

المنتشرة فيه، وهم أيضا مطلب لدعاة السوء، يتخذونهم مطية لمحاربة الحق، أو إشاعة الفساد، ولذلك ينصح الغزالي معاملتهم بما يلي:

المجادلة الحسنة:

ويعني بها الغزالي أخذ الأصول التي يسلم بها المجادل، واستنتاج الحق منها، مع الإبتعاد عن اللجاجة والمراء والجدال المنهي عنه[1].

وفي هذا التعريف تفريق دقيق بين الجدل الذي نص عليه القرآن الكريم، وبين المراء المنهي عنه في النصوص الكثيرة، وقد ذكر الغزالي مستنده في هذا التعريف وهو إبراهيم ـ عليه السلام ـ مع خصمه الكافر، يقول الغزالي: (وليته كانت له أسوة حسنة بإبراهيم الخليل ـ صلوات الله عليه ـ حيث حاج خصمه،فقال: ﴿ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ﴾ (البقرة:257)، فلما رأى أن ذلك لا يناسبه، وليس حسنا عنده عدل إلى الأوفق بطبعه والأقرب لفهمه، فقال: ﴿ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ﴾ (البقرة:257)) [2]

والمجادلة الحسنة تحتاج إلى مران طويل وصبر عظيم، وقد جعل الغزالي كتابه (القسطاس المستقيم) نموذجا لها، فقد جاء على شكل حوار بينه وبين رجل من الباطنية، وقد استهله بقوله: (إخواني،هل فيكم من يعيرني سمعه لأحدثه بشيء من أسماري، فقد استقبلني رفيق من رفقاء (أهل التعليم)، وغافصني [3] بالسؤال والجدال مغافصة من يتحدى


[1] المرجع السابق ص90،89.

[2] المرجع السابق ص42.

[3] المغافصة: هي الأخذ على غرة، انظر: ابن منظور، لسان العرب 7/61، رقم 4424.

نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 72
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست