responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 78

عليه، فقال: (يا أمير المؤمنين، إن كنت أنا قد عصيت الله من وجه واحد، فأنت قد عصيته من ثلاثة أوجه)، فقال: (وما هي؟)، فقال: (قد قال الله تعالى: ﴿ وَلَا تَجَسَّسُوا ﴾ (الحجرات:12)، وقد تجسست، وقال تعالى: ﴿ وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا ﴾ (البقرة:189)، وقد تسورت من السطح، وقال: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا﴾ (النور:27)، وما سلمت)، فتركه عمر، وشرط عليه التوبة[1].

وهذا يدل على ما للآداب والأخلاق من قيمة في الإصلاح، فإصلاح الغاية يستلزم إصلاح الوسيلة، فالغاية في الإصلاح لاتبرر الوسيلة.

ولكن ما حد الظهور والاستتار الذي يناط به وجوب الإزالة؟

يجيب الغزالي على ذلك بإعطاء قاعدة عملية هي أن (التجسس طلب الأمارات المعرفة، فالأمارة المعرفة إن حصلت وأورثت المعرفة جاز العمل بمقتضاها، فأما طلب الأمارة المعرفة فلا رخصة فيه أصلا)[2]

ولتوضيح ذلك ذكر بعض الأمثلة، ومنها أن من أغلق باب داره، أو تستر بحيطانه، فلا يجوز الدخول عليه بغير إذنه لتعرف المعصية إلا إذا ظهرت ظهورا يعرفه من هو خارج الدار،كارتفاع أصوات السكارى بالكلمات المألوفة بينهم، أو فاحت رائحة الخمر، أو إذا رئي فاسق، وتحت ثوبه شيء، ولا يجوز أن يكشف عنه ما لم يظهر بعلامة خاصة؛ فإن فسقه لا يدل على أن الذي معه خمر[3].

وهذا كله حذرا من اختلاط الإصلاح بأي إساءة للأدب، أو تعرض لحريات


[1] إحياء علوم الدين: 2/325.

[2] المرجع السابق .

[3] المرجع السابق .

نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 78
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست