نام کتاب : النوازل الفقهية و مناهج الفقهاء في التعامل معها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 16
في الأدلة
بدعة حادثة في الملة لا يستحق صاحبها أن يوصف بالمجتهد ولا الفقيه، ولا يحق له
بالتالي أن يتصدر لمنصب الإفتاء إلا على سبيل النقل لقول غيره.
وأصحاب هذا
المنهج إذا عرضت لهم حادثة يبدؤون أولا بالنظر فيما ورد حولها في المصدرين
الأساسيين للدين من الكتاب والسنة.
وربما يكون
هذا هو موضع الاتفاق الوحيد بينهم[1]، ذلك أن لكل منهم بعد ذلك مصادره الخاصة
به، والتي يؤسس عليها رؤيته للاستنباط من مصادر الشريعة.
ويبدأ الخلاف
من اعتبار الإجماع أو عدم اعتباره، وفي حال اعتباره يحصل الخلاف الطويل أيضا في
كون المسألة التي ادعي فيها الاجماع مجمع عليها حقيقة أم لا، فلا يهم أصحاب هذا
المنهج أن يقفوا مع جماهير الفقهاء أو يخالفوهم، لأن العبرة عندهم بالدليل، لا
بكثرة الفقهاء أو قلتهم [2] .
ثم يتسلسل
الخلاف بعد ذلك في اعتبار ما يطلق عليه بالأدلة المختلف فيها كالاستحسان وشرع من
قبلنا، وغيرها، فإن أداهم الاجتهاد إلى صحة شيء منها أفتوا به، وإن تعارضت عندهم
الأدلة فإنهم يفتون بما يترجح لديهم منها.
[1] بل هم يختلفون أيضا في
هذا من حيث آليات الاستنباط كما هو معروف في مظانه من كتب أصول الفقه، وكما ذكر
العلماء ذلك بتفصيل في الكتب التي بينت أسباب خلاف الفقهاء، ومن أهمها: أسباب
اختلاف الفقهاء، د. عبد الله بن عبد المحسن التركي، تقديم : حسن بن عبد الله آل
الشيخ وعبد الرزاق عفيفي، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 3، 1431 هـ / 2010 م.
[2] انظر تفاصيل الخلافات الواردة حول الإجماع في كتب أصول
الفقه، وكمثال على ذلك: أصول الفقه، محمد بن مفلح، أبو عبد الله الصالحي الحنبلي
(المتوفى: 763هـ)، حققه وعلق عليه وقدم له: الدكتور فهد بن محمد السَّدَحَان،
مكتبة العبيكان، ط1، 1420 هـ - 1999 م، ج2، ص366، فما بعدها.
نام کتاب : النوازل الفقهية و مناهج الفقهاء في التعامل معها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 16