نام کتاب : النوازل الفقهية و مناهج الفقهاء في التعامل معها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 17
وهذا المنهج
ينتقد بشدة سائر المناهج، وخاصة المناهج التي تعتمد التقليد، أو تعتمد الرأي
المجرد، أو تعتمد أحوال المكلفين من التيسير والتشديد ومراعاة المصالح ونحو ذلك،
لأنها تعتبر أن الأصل في الفتوى هو الإخبار عن مراد الله من عباده، وهذا المراد لا
يمكن التعرف عليه إلا من المصادر الأصلية أو ما انبنى عليها.
انطلاقا من
هذه الخلاصة المختصرة للرؤية العامة لأصحاب هذا المنهج، نحاول هنا باختصار أن
نتعرف على كبار ممثليه من أعلام الفقهاء، ثم على الأدلة التي يعتمدون عليها في
التأسيس لمنهجهم، ثم على الآليات العملية التي يعتمدونها في الفتوى.
أولا ـ
أعلامه:
ليس من الصعب
التعرف على العلماء الذين يتبنون هذا المنهج، ذلك أنهم جميعا كتبوا أو صرحوا بما
يدل على ضرورة العودة إلى الاجتهاد وعدم غلق بابه، وعلى النهي عن التقليد وخاصة
إذا تعارض التقليد مع النص، ولكنا مع ذلك نذكر كبار من يتبنون هذا المنهج ابتداء
من العصر الأول إلى عصرنا:
أولا ـ أعلام
القرون الفاضلة الأولى من الصحابة والتابعين وتابعيهم وأئمة المذاهب الفقهية
وغيرهم من الفقهاء الذين لم يكن لهم من التلاميذ من ينشر آراءهم ومذاهبهم، فأبو
حنيفة كان يقول: (إذا صح
الحديث فهو مذهبي) [1]
والإمام أحمد
كان يقول: (لا تقلدني ولا تقلد مالكا ولا الثوري ولا الأوزاعي
[1] ابن عابدين، رد المحتار على الدر المختار شرح تنوير الأبصار
في فقه مذهب الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان، دار إحياء التراث العربي، بيروت،
ج1ص64.
نام کتاب : النوازل الفقهية و مناهج الفقهاء في التعامل معها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 17