نام کتاب : النوازل الفقهية و مناهج الفقهاء في التعامل معها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 43
بالمذهب
الحنبلي إلى درجة أنه كان ينشد على المنبر:
أنا حنبلي ما حييتُ وإن متُ فوصيتي للناس أن يتحنبلوا
حتى أنه أيضا
ترك الرواية عن شيخه القاضي أبي بكر الحيري لكونه أشعريا [1].
ولم يكن أمر
العلماء أو طلبة العلم قاصرا على تمسكهم بمذاهبهم أو تعصبهم لها فقط، وإنما برز
بنوع من العداوة للمخالفين لهم، وقد ساهم ذلك في تعميق هذا المنهج، ليصبح كل مذهب
وكأنه شريعة من الشرائع مستقلا عن غيره.
ومن الأمثلة
على هذا الفقيه الحنفي أبو عبد الله محمد البلاساغوني التركي(ت 506ه)، والذي كان
شديد التعصب للمذهب الحنفي، وشديد العداوة لمخالفيه، وخصوصا من المذهب الشافعي،
وقد حكي عنه – ولسنا ندري مدى دقة ذلك- أنه كان يقول:
(لو كان لي ولاية لأخذتُ الجزية من الشافعية)[2]
ومن الأمثلة
الفقيه الشافعي أبو المظفر محمد بن محمد البروي (ت 567ه )، وقد كان متعصبا للشافعي
مناوئا للحنابلة، وكان يقول عنهم: (لو أن لي أمر لوضعتُ على الحنابلة الجزية )،
وقد حصل له بسبب هذا أن دس له بعض الحنابلة من أهدى له شيئا فمات [3] .
[1] طبقات الشافعية الكبرى، السبكي، حققه محمد الطناجي، ط 2،
الجيزة، دار هجر، 1992، ج 2، ص 473..
[2] معجم البلدان، شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله
لرومي الحموي، دار صادر، بيروت، ط2، 1995 م ج 1، ص476.
[3] طبقات الفقهاء الشافعيين، أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن
كثير القرشي البصري ثم الدمشقي، تحقيق: د أحمد عمر هاشم، د محمد زينهم محمد عزب،
مكتبة الثقافة الدينية، 1413 هـ، ج 2 ، ص 671.
نام کتاب : النوازل الفقهية و مناهج الفقهاء في التعامل معها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 43