نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين والطرق الصوفية و تاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 106
وفي رحلة العودة مر التيجاني بالقاهرة وهناك التقى الشيخ محمد الخيضري الذي فوضه لنشر تعاليم الخلواتية في شمال إفريقيا، فانطلق مباشرة إلى مدينة فاس حيث مكث مدة يتعلم ويعلم علوم الدين وأسس الطريقة الصوفية الخلواتية، ثم انتقل إلى مدينة تلمسان ومنها توجه إلى قصري بوسمغون والشلالة بالصحراء الشرقية وهناك بنى خلوة له وانقطع للعبادة فقضى له الله بالفتح الأكبر، حيث رأى الرسول a يقظة لا مناما فلقنه الورد الشريف الذي أصبح أسس الطريقة التيجانية ويشتمل على: (مائة من الاستغفار ومائة من الصلاة على النبي المختار a ، ثم أمر بتلقينه لكل من طلبه من المسلمين والمسلمات[150].
مكث الشيخ التيجاني في زاويته بقصر بوسمغون ما يقارب ثمانية عشر سنة داعياً إلى مذهبه، ثم اخذ ينتقل بين المناطق الصحراوية الفاصلة بين توات والسودان الغربي وتونس يدعو إلى الإسلام وينشر تعاليم طريقته الصوفية، فكان كلما نزل بمكان استأنسه أهله أطال المكوث عندهم مربيا ومرشدا ويؤسس هناك زاوية له يعين عليها مقدم يكلفه بتلقين طريقته[151].
واستمر الشيخ التيجاني ينشر دعوته إلى أن وافته المنية سنة 1815م بمدينة فاس المغربية، وكان قد استقر بها بعد مطاردة باي وهران (محمد الكبير) له واستلائه على قرية عين ماضي، وترك ذخرا كبيرا من المؤلفات الدينية أهمها: (الإرشادات الربانية بالفتوحات الإلهية من فيض الحضرة الأحمدية التيجانية)، وهي شرح لقصيدة الهمزية للبوصيري في
[150] عبد الله الحاج مكي التيجاني، اليواقيت والجواهر المضيئة، مخطوط بمكتبة الشيخ محمد السالم المغيلي، الحي الغربي، ادرار، ص11.
[151] عمار هلال، الموسوعة التاريخية للشباب (الطرق الصوفية ونشر الإسلام والثقافة العربية في غرب إفريقيا السمراء)، ط1، الجزائر، منشورات وزارة السياحية والثقافة، مديرية الدراسات التاريخية وإحياء التراث، 1984م، ص112.
نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين والطرق الصوفية و تاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 106