نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين والطرق الصوفية و تاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 15
وفي هذه الحالة، هل يمكن أن نستفيد من الأخطاء التي وقعت، ونتدارك ما لم يمكن تداركه في المرحلة السابقة، أم أن ذلك كله مستحيل؟
وهل تستفيد التيارات العلمانية المختلفة مما يحدث اليوم من خلاف بين التجديديين أو الحركيين أو السلفيين، وبين الطرقيين أو المحافظين؟
وهل استغلت الحكومات المتعاقبة على الجزائر ذلك الخلاف القديم، والذي اكتسى كل حين ثيابا جديدة، في صرف الإسلاميين عن التأثير الاجتماعي، وعن المناصب السياسية؟
هذه الأسئلة وغيرها نحاول الإجابة عنها في هذه السلسلة من الدراسات التي نتقدم بها للباحثين وطلبة العلم لإعادة قراءة التاريخ بدقة وموضوعية بعيدا عن أي مؤثرات، وقد عنونا السلسلة بـ (دراسات حول جمعية العلماء والطرق الصوفية في الجزائر)
وقد دفعنا إلى اختيار البحث في هذا الموضوع دوافع كثيرة يمكن حصرها في:
دافع علمي: وهو أني رأيت أكثر الباحثين في هذا الموضوع يقفون مع أحد طرفي التعامل، بل نراهم في أحيان كثيرة يعتبرون الطرف الآخر هو أساس المشكلة وسببها.. وهذا يؤثر كثيرا على المنهج العلمي، فهو يتطلب التعامل مع الطرفين من زاوية موضوعية واحدة.
وكمثال على ذلك كتاب (صراع بين السنة والبدعة) للشيخ أحمد حماني - رحمه الله – فهو مع أهميته البالغة في الموضوع إلا أن مؤلفه يمثل فيه طرفا من أطراف النزاع، وبالتالي صار أقرب إلى الوثيقة أو المصدر منه إلى البحث الموضوعي.
وهكذا نجد الكثير من المراجع في هذا الباب تنظر من زاوية واحدة لهذا الموضوع الخطير، وبالتالي تعلن حربها على الطرف الآخر، لتصبح هي الأخرى فردا من أفراد الخلاف.. ولهذا رأينا الحاجة إلى استعمال الحيدة المطلقة حتى نصل إلى الحقيقة من بابها الصحيح.
نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين والطرق الصوفية و تاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 15