نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين والطرق الصوفية و تاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 16
دافع عملي: وهو ناشئ من اعتقادنا أن الحاضر صدى للماضي، وما يحصل اليوم ربما يكون قد حصل مثله من قبل، والعاقل هو الذي يستفيد من صواب غيره وخطئه، حتى لا يفوته الصواب، وحتى لا يكرر الخطأ.
والدعوة الإسلامية خصوصا بحاجة إلى الكثير من التجارب في هذا المجال، فهي تخوض كما خاض سلفها حروبا عديدة مع تيارات مختلفة، وهي تحتاج إلى نوع من النضج في هذا الباب لتستفيد من حسنات التجارب السابقة، وتعتبر بسيئاتها.
وللأسف نجد الكثير من الدعاة في الجزائر على إلمام مفصل وواسع بكثير من الحركات الإسلامية الشرقية، وأنواع التعامل التي حصلت لها مع مختلف التيارات، بينما تغيب عنهم الحركة الإسلامية الجزائرية، بل يعتبرونها من تاريخ المواجهة للاستعمار، وكأنها لم يكن لها هدف إلا مواجهة الاستعمار، وبما أن الاستعمار قد ذهب، فقد انتهى دورها.
دافع شخصي: وهو أنه أتيح لي أن أطلع عن كثب على من يمثل جمعية العلماء والطرق الصوفية في واقعنا المعاصر.
فقد صحبت بعض الطرق الصوفية، وتتلمذت في بعض الزوايا التي كان لها علاقة بمشائخ الجمعية، ودرَّست فيها، وقد أتيح لي أن أتعرف على مواقفها المختلفة سواء من جمعية العلماء كرجال يمثلونها، أو على الأفكار التي بثتها جمعية العلماء، أو لا يزال ورثتها يبثونها.
ومثلما صحبت هذه الطرق انخرطت في بعض الحركات الإسلامية، ورأيت مواقفها المختلفة، بل والمتناقضة أحيانا من التصوف، ومن الطرق الصوفية.
وقد كان لكلا الأمرين أثره في نفسي: فقد شعرت بنوع من الصراع بين ذلك الانتماء المحافظ، وبين ذلك التجديد الذي أتت به جمعية العلماء، والذي مثله بعد ذلك ورثتها.. وقد كنت أتساءل كل حين بيني وبين نفسي عن إمكانية التوفيق بين كلا التيارين: التيار
نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين والطرق الصوفية و تاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 16