نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين والطرق الصوفية و تاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 175
الصوفي.
والثاني: أن المواقف الشخصية ترتبط بسلوك الشخص وأدبه مع المخالف، أكثر من ارتباطها بالنواحي العلمية أو التوجهات الفكرية، والتي سنرى أن أعضاء الجمعية يكادون يتفقون عليها.
وقد وجدما لنا من خلال استقراء المواقف المختلفة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين من أصحاب الطرق الصوفية موقفين متباينين أحدهما متشدد، والثاني معتدل، ولكليهما درجات مختلفة قوة وضعفا.
والمعيار الذي وضعناه لهذا التقسيم لا علاقة له بالأفكار والتوجهات الإصلاحية، ذلك أنا قد ذكرنا اتفاق الجميع على اعتبار وقوع الانحراف في الطرق الصوفية، وبعدها بالتالي عن الإسلام الصحيح.
ولكن الفرق بين هذه التوجهات الشخصية يتمثل في كيفية التعامل مع الآخر، سواء على المستوى الفكري، أو المستوى الشخصي.
فعلى المستوى الفكري، نجد المتشددين المغالين يصمون آذانهم عن سماع ما يطرحه الآخر من أفكار وأدلة، لأنه يعتبر أن كل ما يأتي به المخالف كفرا وضلالا وبدعة، ويرى لأجل هذا أن منهج التعامل معه هو الاستئصال والتشهير لا الإصلاح والتوجيه، بينما نجد المعتدلين أخف حدة، وأكثر إقبالا على تقبل الآخر ومناقشته.
وعلى المستوى الشخصي نرى المتشددين يميلون إلى استعمال العنف اللفظي والأحكام المشددة على خلاف المعتدلين الذين هم أكثر لينا وسماحة.
ونحب - قبل أن نذكر نماذج عن هذين الموقفين ودوافعها – أن ننبه إلى صعوبة التصنيف العلمي الدقيق لرجال الجمعية بهذا الاعتبار، وذلك لسببين:
السبب الأول: أن البعض ممن نعتبرهم معتدلين يقفون في بعض المواقف مواقف
نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين والطرق الصوفية و تاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 175