نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين والطرق الصوفية و تاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 176
المتشددين من حيث عدم سماع الآخر، أو عدم احترامه، والعكس صحيح، وكمثال على ذلك موقف ابن باديس والزاهري من الطريقة التيجانية.
فعلى الرغم من اعتبار الشيخ ابن باديس عند أكثر الباحثين من المعتدلين في مواقفهم إلا أنه في موقفه من التيجانية خصوصا كان متشددا غاية التشدد، فقد أفتى بكفرهم في رسالته التي خصصها عنهم، والتي يقول فيها بعد أن بسط الأدلة كما تصورها وكما سئل عنها، من غير أن يرجع إلى ما يقول علماء التيجانية في الإجابة عنها: (لهذه وغيره نقول أن الطريقة التيجانية ليست كسائر الطرق في بدعها، والمشاهد اليوم من أضرارها، ودعنا من حديث ماضيها بما فيه، بل هي طريقة موضوعة لهدم الإسلام تحت اسم الإسلام، فإن كتبها وأقوال أصحاب صاحبها مطبقة على هذه الأفكار وأكثر منها فلا تجد في كتبهم ما هو خالص منها حتى يمكن أن يكون هو الأصل وأن غيره مدسوس وإنك لتجد هذه الكتب محل الرضى والقبول والتقديس عند جميع أتباع الطريقة عالمهم وجاهلهم. ولو كان عالمهم بالكلمة المنسوبة إلى صاحب الطريقة، والله أعلم بصحة نسبتها: (زنوا كلامي بميزان الكتاب والسنة) - لأعدموا تلك الكتب أو حرموا على جماعتهم قراءتها أو حذفوا منها هذه الكفريات والأضاليل وأعلنوا البراءة منها للناس لكن شيئا من ذلك لم يقع. وإنما يطنطنون بتلك الكلمة قوليا ويقرون تلك الكتب وما فيها علميا. وماذا يفيد القول مع التقرير والعمل. ولهذا رغم من كان في هذه الطريقة من أناس مشهورين بالعلم كالشيخ الرياحي فإن الحالة هي الحالة وتلك الكفريات والأضاليل فاشية منتشرة في اتباع الطريقة إلى اليوم)[260]
وفي المقابل نجد الزاهري الذي يعتبر من المتشددين، وفي الفترة التي كان فيها في قمة عنفوان تشدده يكتب مؤيدا التيجانية، ويثني على شيخها، بل يعتبره من المتأثرين بالمدرسة