نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين والطرق الصوفية و تاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 179
النواة، وهجرتهم وقطعتهم، وقلت لهم: هذا فراق بيني وبينكم لأن الحب في الله والبغض في الله، فقد تحققت صدق ما هو شائع عنكم من هتك الدين باسم الدين، وحمدت الله حيث أخرجني من الظلمات إلى النور وشاهدت الأمر عيانا فليس من رأى كمن سمع.. فتأسفت على ما صدر مني واستغفرت الله عسى أن يغفر لي ورجعت إلى الحق أفضل من الباطل، هذا هو اعتقادي أيها السائل، وهذا هو ديني الذي أدين الله به، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) [264]
المثال الثاني: وهو عن انقلاب المتشددين إلى معتدلين، وهو يمثل كثيرا من أفراد الجمعية، والذين يمكن تصنيفهم في المراحل الأولى من حياتهم ضمن طائفة المتشددين المغالين في تشددهم، ولعل أوضح مثال على هؤلاء الشيخ محمد سعيد الزاهري، فقد كان من المتحاملين المتشددين في تحاملهم على التصوف والطرق الصوفية، فقد كان - مثلا- يرمي الشيخ ابن عليوة بالكفر والشرك والإلحاد، فيقول عنه: (يكفر عن تقليد ويشرك عن تقليد، ويلحد عن تقليد، فليس له مذهب، ولا رأي فيما يكفر، ولا فيما أشرك، ولا فيما ألحد، ولا فيما آمن، إن كان يزعم أنه يكون في بعض الأحيان من المؤمنين) [265] بالإضافة إلى النعوت الكثيرة التي كان ينعته بها، والتي سبق الإشارة إلى بعضها، لكنه بعد ذلك تراجع تماما عن هذه الرؤية، بعد أن انشق على جمعية العلماء عام 1937، ثم أسس عام 1938 جريدة الوفاق، وشارك في مؤتمر الزوايا.
ومثله أحمد توفيق المدني الذي كتب في (كتاب الجزائر) يشيد بابن عليوة وزاويته، ويعتبره معينا على نشر الفضيلة وحفظ الرابطة القومية الإسلامية، وينقل عنه إنكاره على حزب الإصلاح عنفه وشدته في مهاجمة الطرقية، وخصوصا العلاوية، أما في مذكراته –
[264] جريدة الشهاب رقم العدد 83 : الخميس 7 شعبان 1345هـ/ 10 فيفري 1927م.